نصوص أدبية

جاسم الخالدي: اللا شاعر شاعراً

بعد أن فقدنا بهجة الكتابة،

وصار الذكاء الاصطناعي

يحاكي قصائد المتنبي والسياب والبياتي،

لم نعد بحاجة إلى الشعراء.

صار اللا شاعر شاعراً،

يكفيه قليل من المعرفة،

وبعض المهارات التقنية،

ليكتب ما يشبه القصائد.

2.

لكن،

أين اللون في هذه الكلمات؟

أين الطعم؟

أين الرائحة التي تأخذنا

إلى عوالم لم نعشها،

لكننا نحسّها كأنها نحن؟

هذه القصائد،

تشبه طعاماً بلا ملح،

أو سماءً بلا غيوم.

3.

كنا نؤمن أن الشعر حياة،

أنه نافذة تطلّ على الروح،

لكننا الآن نقف أمام نصوصٍ

بلا نبض،

بلا انفعال،

بلا أثرٍ يُخلّف حنيناً أو جرحاً.

4.

أصبحنا نقرأ قصائد

لا تقول شيئاً،

قصائد بلا ذاكرة،

بلا جذور،

كأنها ولدت للتوّ،

لتنطفئ في اللحظة ذاتها.

5.

هل انتهى زمن الشعراء؟

هل صرنا نعيش في زمن

يكتب فيه الجميع،

لكن لا أحد يُحسّ؟

6.

ربما نحن من تغيّر،

ربما صرنا نبحث عن قصيدةٍ

تواسي هذا الفراغ فينا،

لكن الفراغ لا يكتب.

الفراغ،

فقط،

يصمت.

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم