نصوص أدبية

جاسم الخالدي: حين خذلتنا القصيدة

لم تعد القصيدة سلّماً

ولا جسرًا يعبر بنا إلى جرح المعنى

صارت الكلمات أثقل من أن تطير

وأضعف من أن تداوي هذا الألم

2.

كم كنّا مهووسين بالقصيدة!

نفتّش عن أنفسنا بين سطورها

نفرح كالأطفال حين تلامس أعيننا

قصائد مسطورة على الورق الأصفر

تمرّها الأيدي كأنها كنزٌ عتيق

كنا نحملها،

كأنها أسرارنا

كأنها شهادات ميلادنا

3.

لكن الكلمات خانتنا

صارت عاجزة عن التصريح

عن الصراخ بما نريد

كلما أردنا أن نقول:

"هذه كلماتنا"

شيءٌ ما يخرسنا

ربما لأن القصيدة

لم تعد قادرة على مواكبة هذا العالم

أو لأننا، نحن

لم نعد نعرف كيف نكتب

نحاول أن نلصق الكلمات

لكنها تتساقط

5.

ومع ذلك

نحن لا نكفّ عن المحاول.

نبحث عن قصيدةٍ

تكون أكبر من خيباتنا

قصيدةٍ تشبهنا

قصيدةٍ تعيدنا إلينا

حتى لو لم نجدها

حتى لو صرنا غرباء

يبقى الشعر فينا

كجرحٍ لا يندمل

وكحنينٍ لا ينتهي.

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم