نصوص أدبية

جاسم الخالدي: في صدع الليل

في صدع الليل

أعلّق قلبي بين النجوم

أراقب الريح تسري خلسةً

على وجوه الشوارع المهجورة

كلصٍ، يسرق همسات الفجر،

يترك خلفه آثاراً من الحنين،

ويبقى الليل شاهداً على سرقته.

***

من بعيد،

يتنفس الغيمُ أحماله،

وأنا بينهما

أحاول أن أستعيد نفسي

من حطام السنين.

*

ما زالت المدينة تغني للصمت،

تخفي جراحها بين أضلعها،

تستعيد ذكرى

كلما لامسها الغروب.

*

وحيدة في دروبنا،

كم مرةٍ عبرنا ذات الجسر

ومشينا ذات الطريق

دون أن نلمس الماء؟

دون أن نجرح التراب

هل يكفي أن نحتضن الفجر

لننسى سواد الليالي؟

أم أن الظلال تحب الليل

كما تحب الزهور الندى؟

*

وجهك،

مثل لوحة لم تُكتمل بعد،

يلامس ضوء الفجر

في انتظار لحظة تجلًّ

ليكتب الحلم.

*

عندما تهب العواصف،

يرقص السكون.

وأنا،

أبحث عن صوتكِ

في زحمة الصمت،

أحمل غبار الأيام

وأرميه في مهب الريح.

*

كم مرةٍ نادتنا الأرض

ونحن ما زلنا نسير

دون أن نلتفت؟

أيا تلك العيون التي تختبئ في الضباب،

استريحي،

فالمساء لن يأتي اليوم

ولا غداً.

***

جاسم الخالدي

في نصوص اليوم