نصوص أدبية
جاسم الخالدي: اللا أحد في الموعد

قبل أن أنام،
أترك بابي مواربًا،
لا أخشى الريح ولا البرد،
فمنذ رحيلك،
لم يعد للبرد معنى،
ولا يرهبني عواء الرياح.
*
كثيرًا ما يوهمني همس الليل
أن قادمًا يطرق الباب،
أفيق مذعورًا،
فلا أجد أحدًا،
ولا أثرا لخطى غريبة،
ولا معطفا معلَّقا
في الانتظار .
*
أعود إلى نفسي معاتبًا:
إلامَ أنتظر؟
ولا زائر سيأتي،
ولا ظلّ يتوق للعبور.
*
قبل يومين رأيتك في منامي،
واقفًا على الباب،
لا ترغب بالدخول،
وعلى يمينك صديقك الذي سبقك إلى الموت،
وعلى يسارك آخرُ،
لا أدري من يكون.
*
ناديتك بصوت يتهدج بالشوق:
ادخل… فما زال سريرك باردًا،
ينتظر حرارة جسدك ليتدثر،
وما زال الليل ناقصًا من دون أنفاسك،
لكنك ظللت صامتًا،
كأن المسافة بيننا ليست بابًا، بل زمنًا لا يُعبر.
*
مددتُ يدي إليك،
لكنّ الحلم انفرط كضوء غائم،
وبقيت وحدي…
أحصي صدى الخطوات في الريح.
***
د. جاسم الخالدي