نصوص أدبية
محمد نجيب: لقاءات مستحيلة
يلتقي الماء بالماءِ
لكنّ كلّ الفصول تضيق.
*
يدخل الظلّ في الظلّ
كيف العبور إليك وهذي الظلال حريق؟
*
أيها المستطيل
تمدّد قليلا
لتلمس دائرة الاختناق.
*
أيها الميّت المتجمّد في دمنا
هل لقيت قلاع المدينة؟
- شاهدتها
تتوغّل صوب السراب.
*
أمزج الأصفر القروي
بأزرق كل البحار
لأرسم أخضر قلبك أيتها العاشقة.
*
مالها النحلة الملكية
تهجر هذا التُّويجَ
وتحرد منتحبة؟
*
ينكر اللون لونه
لو يتعرّى.
*
تشتهي الريح خدّ المحيط
فتخنقها شوكة طائشة.
*
كيف لا يلتقي الطفل
بالمعجزة؟
*
للبنفسجة القمرية
أن تتفتّح فوق سريري
وتكسو هذا الخراب.
*
عندما لاذت النار بالنار
صرّخ نيرون
في وجه روما
لتهلك كل الخليقة
ثم أموت.
*
مَثَلٌ شائع:
قمم الأرض لا تلتقي
إنما للرجال لقاء.
*
ليس هذا الجدار سميكا
لتعبره النملة العاملة
ولكنها متعبة.
*
أيها المطر الطفل عجّل خطاك
فقد ترحل الأرض قبل لقاك.
*
إن لقيت الحقيقة قدام بابك
ذات صباح
فلا تركب الحافلة.
*
ضحكة الميّت المتجول لا تلتقي بسواها
ولكنّها تستقرّ بقعر البيوت.
*
لا يحطّ الجراد على قرية
مرّتين.
*
البياض لقاء لحلمين
فرّا من الذاكرة.
*
التي نذرت وجهها للرماد
لا يليق بها غير ثوب الحداد.
*
ضيعتني المدينة
منذ التقيت بنفسي.
***
محمد نجيب بوجناح - تونس