نصوص أدبية

جواد المدني: تراتيل في ليلة مقمرة

أحاور ليلي

أشكو إليه سهادي:

ليتك تجود علي بالكرى..

مذابا مع قطرات الندى ..

او منهمرا على شبابيك وحدتي ..

يجيبني برشقات من هموم..

تكوّرت كحبات البَرد ترجمني ..

او كسيلٍ من الطوفانِ هطول ..

أتوسد القلب كطفلٍ..

ينزوي بعيداً..

يعدّ أحلاما كباراً ..

فلا الاحلام ترتجى

ولا دجاك الحالك يزول ..

والصبح البعيد ..

حبيب ارجوه وصالاً..

فلا يراعي لي عهداً..

فهو في الوعود نكول..

طلاسم انقشها على الهواء..

وأوراد اتلهّى بها من كوابيس ظلامكَ

فليس هناك سوى أمنياتٌ ثقالٌ ..

تهديني أشواكاً ،وطحالب..

غرستها حوريات البحر..

في قاع الامنيات ..

اصنع منها اقراصاً..

واخبزها عند شواطئ خريف العمر..

وطيفكِ مازال بعيداً..

يفرّ تارة من بين يديّ كفرسٍ جموحٍ..

واخرى يقبل صوبي مهر ذلول..

وأنا أعتّق من رضابِ الشوقِ خمرا

في قوارير ،نسيت فيها فرحي ..

أمنياتي كأسرابِ سنونو ..

تطوف في دمي ، وقد ضلّت سبيلها ..

وانا اراقب زورقكِ..

المترنح بين امواج التيه ..

ودوامات الرغبة..

ألـوّح إليكِ بيدي مثل بحار اضاع بوصلته ..

فيجذبني الوهم الى الاعماق..

مربوطا بأحجاراليأس ..

وحين يجتاح عينيّ ألقُ الصباح

يخبرني نادل الشمس أنكِ غادرتِ

***

جواد المدني

 

في نصوص اليوم