نصوص أدبية

نجية الأحمدي: سحابة تستحم في ضوء الشمس

أصعد من الماء

كما أتيت من السماء

بوجه غارق في الصمت

وروح مبللة بحزن ثقيل

وبقايا كحل يصدح بأغاني الجدات فوق قمم الجبال

**

وكما أنجبتني أمي

دون عمليات أو مساحيق التجميل

أغوص في البحر

أستعيد حدسي الدقيق

ووعيي العميق بالذات وبالعالم

فتحدثني المحارات

عن سر الملوحة في الدمع

عن سبيل القطرة في الموج

عن السفن الضالة

وعن الغرقى وقد يئسوا من الحياة

وأحدثها عن سحابة تستحم في ضوء الشمس

عن التنهيدة

عن ثقوب ناي تصدح بالأنات

وعن طفلة غادرتني بشعر كالليل وبعينين كالبستان

فاحترق عقلي

وبقي قلبي يتأرجح بين الجرح والقصيدة

**

أنا الأنثى بصوت واهن ومؤثر كالبلور

لا أتحمل الأصوات المرتفعة

تحدثوا بصمت أيها العابرون

فهنالك مرضى دائما بالجوار ،

أتحدث لطبيبي النفسي

دون أن يكون هناك من يربط خطاياي

بسبل السماء وانقطاع المطر

ودون أن يكون هناك جحيم بالإنتظار

أبتسم للنوارس بشكل يائس

لا أركض نحو الغد

ولا أجر إلي الأمس

أدندن voila qui je suis لِـ Barbara Pravi

أكنس ذاكرتي من أعشاش ذكريات ترهقني

وكامرأة لا تخشى أن تتبلل داخلها الحياة

أمضي إلى البحر بكثير من اللامبالاة

أنظر من نافذة الموت

أدس حزني

في حكايات الموتى

ووصايا أمهاتهم التي ابتلعتها المياه

وأمضي نحو المجهول دون ظل خفيفةكفراشة.

***

نجية الأحمدي المغرب

 

في نصوص اليوم