نصوص أدبية
جاسم الخالدي: انكسار ومهابة
لك كلُّ اغنيةٍ وشدو طيورِ
وغناءُ فلاحٍ ورقصُ خريرِ
*
وصباحُ عشاقٍ تناهى حسنُهم
طلعوا على الدنيا بثوبِ حريرِ
*
جادوا على الدنيا الجمالَ واغدقوا
من جودِ أيديهم قدورَ عطورِ
*
طيرٌ تغنَّى في الرياضِ وما درى
العمرُ في عجلٍ وفي تدويرِ
*
انظرْ إلى سربِ الطيورِ تزاحمتْ
فوق الربى، قبلَ اندلاقِ النورِ
ومضيتُ ابحثُ في ترابِ قصيدتي
فعثرتُ حتَّى قد عدلتُ مسيري
***
فرفعتُ حرفَ رويِّها وعدلتُ عن
كسرٍ تداعى دونَهُ التعبيرُ
*
انظرْ إلى هذه الفياقي يلفُّها
وجعٌ تناهى دونَهُ التصويرُ
*
ايام لا يرجى فراقُ ربيعِها
للآن ينتظر الرجوع بشير
*
أحببتُ حتى كنتُ من شغفي بها
انِّي إلى تلك الديارِ اطيرُ
*
عاهدتُ احبابي أزورُ ديارَهمْ
ليعودَ عهدٌ آفلٌ ويدورُ
*
يا خلُ قلبي بعد هجرِك نازفٌ
هل من لقاء يعتليه سرورُ؟
*
بالأمسِ كان الحبُ اسمى غايتي
واليوم روي للقصيدِ حسيرُ
*
يبستْ شغافُ القلبِ بعد محبةٍ
ورجعتُ نحو رويّها المكسورِ
*
ورسمتُ نافذةً وطيرًا ساجعًا
وأميرةً تخطو بيومِ مطيرِ
*
لكنَّ وجهَكِ لم يغادرْ عالمِي
فرجعتُ ضمآنًا لماءِ غديري
*
وبكيتُ حلمًا ضائعًا وغدًا تلاـ
شى مثلَ سربٍ عابرٍ لطيورِ
*
وجدي على عمرٍ تقضَّى دونَ أيـ
ي غنيمةٍ، أو فرصةٍ لعبورِ
*
لكنَّني مذّْ أن ولدتُ بكافرٍ
في كلِّ عاصفةٍ تصيبُ شعوري
*
ساقومُ منتصابًا ورأسي شامخٌ
وعليَّ ثوبُ مهابةٍ وحبورِ
***
د. جاسم الخالدي