نصوص أدبية
عطا يوسف منصور: لا يُورقُ الزيتون
قصيدة من أكثر من نصف قرن نظمتها تتكلم عن الواقع اليوم في فلسطين
***
لا يُورقُ الزيتون
لا يـورقُ الـزيـتونُ إلاّ إذا
قامـتْ يـدُ الاحرارِ تـسقـيهِ
*
ولا أرى أعـراقَهُ تـرتـوي
لـو جـاءت الامـواهُ تــرويـهِ
*
إلا إذا سـالتْ دماءٌ على
أديـمـهِ الصادي فـتُحـيـيـهِ
*
يا أيُها الزيتونُ هـذا أنا
ولي حـديثٌ كنتُ أخـفـيهِ
*
كنتُ إذا حدثتُ عن حالتي
[كـنـاطـــقٍ والـمــاءُ في فـيهِ]
*
حتى إذا عُدتُ ولي قوتي
أصبحتُ ما أخـشاهُ أحكـيهِ
*
أنا فلـسطينُ ولي مـقدسٌ
يـبـقى إبـائي شـامـخًا فـيهِ
*
أنا فلـسطيـنُ بلادُ الـنـدى
والـخيرِ كلِّ الـخـيرِ أحويـهِ
*
أنا فلـسطيـنُ مـلاذُ الـذي
خافَ زمـانَ الـبؤسِ يرمـيـهِ
*
غالتْ يـدُ الاطماعِ في غفلةٍ
مـن أمّـةٍ هـانـت وتـمـويــهِ**
*
أرضي وعِرضي كان في خِطةٍ
قـد خَطّها الـباغي لِـتَحْمـيـهِ
*
فأرسـلتْ في خافـقي طعـنةً
وطـعـنةُ الـمَـسـعـورِ تُـغـريـهِ
*
فأصبحَ الابناءُ أيدي سـبا
وشُــرّدوا في الارضِ والـتـيـهِ
*
فهمْ جياعٌ تحتَ ظلِّ الأسى
وصار مَـغـنى الخيرِ يـجنـيهِ
*
شُـذّاذُ آفـاقٍ وأهلُ الـخنى
في عـالمٍ لا الـحـق يـعـنـيـهِ
*
قـد هيمن الـمالُ فسادوا به
ومُـغريـاتُ الـمال تُـعـمـيـهِ
*
فاليومَ ثوبُ الوهنِ عني انطوى
وبـيـرقي بالـنـصــرِ أُعلـيــهِ
*
بـفـتـيـةٍ ما خابَ ظني بهمْ
وهُـمْ ثـمـارُ الصـبـرِ أحـويـهِ
*
إنّي وأبنائي على عهدنا
نـحيا ولـيلُ الـبغي نُـفـنـيهِ
*
غدًا يرى العالمُ أنّي بهم
أنـالُ حـقًا راحَ يُـقــصـيـهِ
*
بهمْ وهمْ فخري أطولُ العُلى
وأردعُ الـــبـــاغي وأرديـهِ
*
أنا وأبـنائي على عهدنا
مَـهـري دمُ الاحـرارِ يُـغلـيهِ
***
الحاج عطا الحاج يوسف منصور
العراق / الكوت
في 5 تشرين ثاني 1973