نصوص أدبية

سعد جاسم: النساء تتساقط من جيوبه

هكذا أَنا:

رجلٌ تتساقطُ النساءُ

من جيوبهِ

وعاشقٌ يتنفسُ الأنوثةَ

في كلِّ الاوقاتِ والأمكنةِ

حيثُ منِ المستحيلِ

أَنْ أَكونَ وحيداً

وبلا امرأةٍ رائعةٍ

تعشقُ خضرةَ عينيَّ

قامتي الفارعةَ كما الشجر الرافديني

وقصائدي المُكتظةَ بعسلِ الكلامِ

والشغفِ والأَحلامِ والمرايا والأسرارْ .

*

هذا هو ما يُشَيعَهُ عني

أصدقائي العشاقُ والشعراءُ والمجانينَ

الذينَ أُحبُّهم جداً جداً

لأَنَّهم يغمرونني بينابيعِ المحبّةِ

هالاتِ الصداقةِ البيضاءِ

جوهرِ الأُخوّةِ الخالص

وكذلكَ يبتكرونَ من أَجلي

أَقصى التفاصيلِ المُضحكةِ

المواقفَ اليوميةِ الطريفة

التآويلَ والأَوهامَ والتهاويلْ

الحكاياتِ المكتظةَ بالسحرِ والذكرياتِ

أَبهى الأَغاني والمواويلْ

وأَساطيرَ الحُبِّ والجنونْ .

*

أَتذكَّرُ خضير ميري مثلاً:

إنَّهُ كانَ وبكلِّ قدراتهِ الهائلة

على الإقناعِ والمراوغةٍ

كانَ قادراً على جعلِ أيِّةِ امرأةٍ

مُستعدةٍ للوقوعِ في غرامي

أَو الهروبِ مني

وحتى شتمي والحقدِ عليَّ

لا لشيء إلّا لمجردِ وشايةٍ

من نسجِ خيالِ واحدٍ مجنونٍ

واسمَهُ: خضير بن عباس بن ميري

حَسْبَ سجلاتِ (مدينة الثورة) العتيقةِ

والمُتطايرةِ في (عاصفةِ الصحراء) الاولى والثانية

والثالثة والعاشرة وييييييييييييييي ...

وأَعني: في العواصفِ التي لاتنتهي أَبداً.

*

وكذلكَ اتذكّرُ الشيخَ الشاعرَ ابنَ (آل ياسين)

حيثُ كانَ أَخي وصديقي الجليل والجميل هذا

دائماً يفضحُني بكلِّ صراحةٍ ومتعةٍ وبسالةٍ

أَمامَ صديقاتي الطيّباتِ وحبيباتي الجديداتِ

وفي ايِّ مكانٍ ومناسبةٍ

نكونُ فيهِ معاً،

وخاصةً في الاصبوحاتِ الشاعريةْ

أَو في الجلساتِ الليليةِ

التي تُقامُ لي بإعتباري شاعراً مغترباً

ومعارضاً للطغاةِ والمافياتِ

وذوي " المحابسِ " والخرافات

وكذلكَ معارضاً (مال سيارات  هاهاهاي) .

*

ثمَّتَ مايدعو للدهشةِ والذهولِ والغرابةِ

حيثُ أَنَّ تلكَ المواقف والأَشخاص والاحوال

تُصبحُ على الأَغلبِ وفي العادةِ

كما هو مزاجُ شيخِنا الشعري (آل ياسين)،

وعليهِ العُهْدَةُ والفكرةُ والرؤيةُ

ولهُ عطرُ الوردة،

وغوايةُ الفتنةِ

التي هي أَشَدُّ من العقلِ،

حيثُ أَنَّ وشاياتِهُ العجيبةَ

تُربكُ أَصابعي وتُلعثمُ لساني

وتُغْشي رؤيايَ المُلوّنة،

وتورّدُ خدودَ حبيباتي وصديقاتي الجميلات،

فأراهنَّ يتوعدنني سرّاً

وعلانيةً بالعضِّ والخنقِ والحرقِ والقتلِ أيضاً .

وهذا ما يجعلُني اصرخُ في بعضِ الأحيان

وعلى طريقة أَخينا الفنان (عادل امام ):

انا بعرضكَ يا شـــــــيـيـيـيخ ...

والبقيةُ في النصِّ القادم .

***

سعد جاسم

في نصوص اليوم