نصوص أدبية

فؤاد ناجيمي: لم أمش إلي

أيتها الأرض الخطيئة

يا سيدة الشمس

والحَجَرْ

لا تزوريني ليلا،

إني أخاف العري،

لم أنته بعد

من عهر الرصيف

والمؤخرات شوارع

تستفز براءتي

وتقصي القَمَرْ

*

تملؤني المسافات

كأني سَفَرْ

لم أمش إلي،

كنت بعيدا عني

وكانت الوجوه بيننا

بقايا أثَرْ

*

لي ما ترك

الأجداد من دهشةٍ

حين حاصرهم البحر

لي أمس،

وحاضري هناك

لا يطيعني

ولي مساء كما

ينبغي للحزن

أن يكون لي

أشارك تعبي تعبه

وأمارس عادات القوافي،

كأن أمسح

عن وجه الليلِ

هواجسي

وأعبر إلى عزلتي واضحًا

كما تعبر السماءُ الغَجَرْ

*

هنا سقطت عن حلمي

وعن نهاري المؤجل،

وكان بوسعي أن أعود

إلى غيمتي

أنى شئتُ،

لولا هذا الغموض الودِيُّ،

أحدد ملامح اسمي

انفض عنه غبار البدو

وأحفظه عن ظهر نسيانٍ،

كم علي أن أنسى

وصدى الخرافة

يركض خلفي،

يعبئ خطاي بتفاصيل

الحروب الغريبة

ويسبقني

إلى مرآتي ضَجَرْ

*

ربما كنت قريبا من حتفي

حين أخبرت الصحراء

عن مصير أيامنا حولها،

كنا نحملها

وكانت تدس الجفاف

بيننا وبين من نحب،

فنحن أهل الخيام

والليالي القاحلة

لنا حظ في الرحيل،

نعرفه مثلما نعرف

أسماء النجوم

على الطريقِ المؤدي

إلى غيابنا،

لكننا لا نفهم

حوار حبٍ

بين وردة و مَطَرْ

***

فؤاد ناجيمي

من ديوان: كأني أحمل الصحراء

 

في نصوص اليوم