نصوص أدبية
جمال العتابي: خط النار
من قصص المعركة (3)
أشقاؤنا العرب، يشاركونا في الملمـات دائماً، جاؤا بأقدامهم الى الموت، انهم يعشقونه من أجل (العقيدة)، والحدود الشرقية.
أجيال من الشباب المصري كانت تبحث عن العيش وان كان عبر سواتر المعركة، كان للتطوع أنواع وأشكال في أغلب الأحيان، كيف نتصور تطوع الفرد ليموت في أرض ليست وطنه برضاه؟
كانت الحرب حرب العرب جميعاً من المحيط الى الخليج، أفواج من المصريين العاملين في العراق، او من القادمين من الصعيد ومن بلدان أخرى، لملء الفراغ الذي تركه الأخوة والأبناء العراقيون ، اذ لا مفرّ لهم إلا أن يموتوا ميتة معجّلة كما أراد صانع الموت.
كان مغول الحرب يستدرجون أولئك بالمال، والامتيازات، وتحويل الدولار، فيندفعون بحماس الى القتال، يشكلون منهم بسرعة أفواجاً غير مدربة، منهم من لا يجيد استخدام السلاح، وبما ان المعركة (قومية)، والطريق الى تحرير القدس يبدأ من عبادان. فليس عدلاً ان لا ينالوا شرف الشهادة؟
دفعوا بهؤلاء المساكين إلى الحجابات الأولى المواجهة للعدو. ما أن أصبحت ساحة المعركة حاسرة الأرض، بلا حجاب، وانكسرت الشمس إذ نالها الرصاص، والسماء كالجحيم، كانت أجسادهم تتناثر مثل الطيور الذبيحة.
واحد من المقاتلين المصريين نجا بنفسه، استردً بقاياه، وهو بلا مغيث! من يغيث من؟ يصرخ : أوومّال فين خط النار؟؟
***
د. جمال العتابي