نصوص أدبية

جاسم الخالدي: ونزلت عندك

قد قُلتُ لا ما قالتِ الشعراءُ

بابُ الحوائجِ للجسومِ شفاءُ

*

تعطي لمن يأتيك خيرَ عطيةٍ

للقاصدينَ على الدوامِ سخاءُ

*

ونزلتُ عندك بعد عامٍ قاحلٍ

علَّ الهمومَ تزيلُها الآلاءُ

*

ورأيت من حولي السماء تلألات

وعلت علي القبةُ الشماءُ

*

كحَّلتْ عيني من ترابك سيدي

فترابُ أرضك للعيونِ شفاءُ

*

وسجدتُ حتى صاح قلبي خافقي

إنّي إلى هذي الترابِ فداءُ

*

بالأمس من بغدادَ جِئْتُك قاصدًا

ويسيرُ بي نحوَ الرجاءِ رجاءُ

*

ووضعتُ رحلي عند أبوابِ الدُّعا

ودعوتُ ربي أن يعودَ لقاءُ

*

ووضعتُ حاجاتي بكفِّك طالبًا

تُقضى بجاهك، وهي بعدُ قضاءُ

*

يا ابنَ الذينَ عطاؤهم غمرَ الدُّنا

لا تخلو أرضٌ منهُ أو أرجاءُ

*

فانظر إلى حالي فإني تائهٌ

وعليَّ من قهر الزمانِ رداءُ

*

قد عشتُ أحزانًا وحلمًا ضائعًا

يا ربّ هل بعد العناءِ رخاءُ

*

يا ربّ كم هذا الطريقُ محببٌ

نُعْيا ونتعب ليس فيه عياءُ

*

فترى النفوسَ شحيحةً في غيره

وعلى طريقك تُوهَبُ الجوزاءُ

*

صبحًا وظهرًا ثم ليلًا نلتقي

ونعود ثانية، ونحن سواءُ

*

ونعودُ مسرورينَ حيثُ منامُنا

تُغْني النفوسَ الرايةُ الخضراءُ

*

عشر قضيناها وخمسٌ بعدها

والروحُ عطشى والتلاقي ماءُ

*

نستذكر الماضي الجميل وجمعنا

نمشي وتستبق الخطا الأضواءُ

*

حسنٌ يهلهلُ بالأماني راكضًا

وعلى يميني تمرحُ الزهراءُ

*

والآن عدنا والدموع تلفنا

من يرجع الأيام وهي هباء

*

فأنا وأنت محملان بحزننا

في صحن موسى ترفع البلواء

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم