نصوص أدبية
أحمد غانم: حَبكَة هُوليودية
أول يوم بدء تصوير الفيلم كان في شارع من شوارع العاصمة التي شهدت الكثير من المواجهات الدامية في سنوات مضت، أتذكرها الآن جيدًا، بتفاصيل غابت عني في زحام الأحداث المتوالية، وأنا أشاهد الموقع المعَد بعناية فائقة لتصوير عملية الإنقاذ إثر تفجير تعالت أدخنة نيرانه هنا وهناك كي تلتقطها أكثر من عدسة يشرف عليها المخرج من خلال شاشة كمبيوتر موضوعة أمامه عند مدخل مقهى عتيق، لعله يدخل في صلب الأحداث أيضًا ليضفي مصداقية أكبر على أجواء الفيلم، أما الانفجار ذاته فقد تم تصويره في مكان خلاء خارج المدينة، فلم يُسمح بتنفيذه في ذات الشارع كي لا يثير المزيد من الذعر والبلبلة، ومن ثم قد يتم استغلال ذلك إعلاميًا من أجل المضاربة السياسية بين الأحزاب المتنافسة في الانتخابات البرلمانية القادمة.
سبع سنوات قبل الاحتلال…
أجبتُها لمّا سألتْني عن عمري، سخرية أردتُ أن تثير انتباهها نحوي أكثر، وجدتْ فيها فطنة ضحكنا لها معًا، مع ذلك لم تعرف كم أبلغ بالتحديد، لأنها لم تعد تذكر سنة احتلال جحافل جيشهم العملاق لبلادي، رغم أنها تبدو أكبر مني بأكثر من عشرة سنوات، ما أن تخفف من المكياج الثقيل والمناسب للدور الذي تجسِده في فيلم تظهر ضمن أغلب مشاهده بثياب شديدة الإغراء في مرمى عيون المتجمهرين لمتابعة التصوير، على مسافة تتكفل فرضها قوات مكافحة الشغب الخبيرة بالتعامل مع شعب أنهكته المطالبة بأبسط الحقوق دون جدوى.
كنت أقلِب القنوات والمواقع الإخبارية سريعًا كلما انتهت مظاهرة تلقيتُ خلالها ضربات مختلفة اعتدت كتم آلامها داخلي، أو بعد اعتصام انتهى مثلما ابتدأ، كما لو كنا في رحلة لم تخَلِف سوى الذكريات الجميلة، تقتنص بعضها كاميرات الهواتف، كأننا نلتمس منها حفظ تلك اللقطات من النسيان.
ومن المواقع أيضًا جمعتُ بعض المعلومات عنها، بدافع الفضول بداية الأمر، فعرفتُ ما أن كتبتُ اسمها في محرك البحث أنها ممثلة أفلام إباحية، مثلتْ في العديد الأعمال منذ أن كانت في السابعة عشرة من عمرها، ارتبطتْ بنجم سينمائي ذي شهرة عالمية لعدة سنوات، كما تزوجت من مخرج مغمور، ومن ثم تطلقا بعد أقل من عام…
اختارتني مترجمًا لها بناءً على توصية من أحد المشرفين على الديكور، يحب أن يقول ذلك عن نفسه، مع أنه من ضمن النجارين الذين يصنعون مجسمات خشبية، تبدو في شاشة العرض كما لو أنها أماكن حقيقية بالكامل، وكم نالت دهشتي مثل تلك (الفبركة) السينمائية الممتعة وحادة الذكاء، ذكاء لا ينجم عنه موت وفقر ودمار جيلًا إثر جيل.
لم أكِلمها عن شيء من هذا، فلن تفهم بالتأكيد، فقط كنت أخبرها عما يفيدها في تجسيد دور من تعيش قصة حب شَبِقة مع أحد أبناء البلد الغريب عنها ولم تتعرف عليه سوى من القنوات الإخبارية المعتادة على نقل كوارث الحروب وأهوال شعوب بعيدة كل البعد عن دائرة اهتمامها.
ربما ما كان يخطر لها على بال أنها ستضطر إلى المجيء لتصوير مشاهد إغراء بين خرائب حرب لا تُرفع أنقاضها مع تشييد أبنية جديدة ورصف الشوارع واختفاء بقع الدم وبقايا أشلاءٍ كنا نبحث عنها تحت الركام.
بطل الفيلم يجَسِد شخصية شاب شهد الكثير من الويلات داخل بلاده المنكوبة حتى التقى بحبيبته الأجنبية، فيقرر الهروب معها من المتطرفين المتعقبين آثارهما، والاختباء في أحضانها داخل بيتٍ يرفرف بعبير عشقهما خارج حدود المكان...
يقوم بالدور ممثل من أبناء البلاد، لكنه أجنبى الجنسية، نشأ في إحدى بلاد اللجوء، بالكاد يتقن لغته الأم، أما لهجته فتبدو لي مضحكة جدًا، كما لو أنه يمثل دور المغترب داخل الفيلم، وبطريقة كوميدية بعض الشيء، من حسن حظه أن الحوار أغلبه باللغة الإنجليزية، إلا أنه رغم ذلك يفرض وجوده أمام وخلف الكاميرا بشيء من الغطرسة المستفِزة، رغم أن مشاركاته السابقة اقتصرت على الادوار الثانوية في عدة أفلام أجنبية.
لعل ملامح وجهه الشرقية وسمرته، وأيضًا عضلات جسده المفتولة، ما أهله للحصول على مثل هذا الدور أكثر من أي شيء آخر، فقد كانت أمام عدسة الكاميرا تبدو شديدة التناغم مع طول قوامها الرشيق، قسمات وجهها المضيئة في أكثر المشاهد المحاكية لأسى مدينة تصليها رشقات الموت كل حين، والنهدين المتدليين من تحت ثوبها الشفيف كعنقوديّ عنب، أكثر ما يغريني للتقرب منها، ويخيفني في آنٍ واحد، خاصة ونحن نمضي وقتًا طويلًا في (الكرفان) الخاص بها، على أطراف بناء تم هدمه من قبل ولادتي ولم يشَيِده أيٌ من مالكيه المتعاقبين.
لا أدري إن كانت تتعمد إغوائي بجلساتها شبه المستلقية، دون أن ترتدي غير ثوب شفيف فوق ملابسها الداخلية، متذمرةً من لفحات حر الخارج الذي لا يمكن أن يطيقه بشر، رغم وجود تكييف يجعل من (الكرفان) جنة نتلهف أنا وأهلي إلى نفحة منها على مدى ساعات من لوبة الاختناق.
رغمًا عني صار شيء من النشوة يداخلني بمجرد جلوسي على مقربةٍ من فتنتها الأخاذة، وكأنها ما طلبت توظيف مترجم خاص بها إلا لكي تتأمل غريزة الحياة في أرض الموت، كما تصف بلادي باستمرار دون أدنى اهتمام بما يعتلي قسمات وجهي من ضيق، فما أنا لديها أكثر من قاموس يترجم بضع كلمات هنا وأخرى هناك، ولمّا يدركها الضجر تحدثني وتسألني عما تشاء.
توالت طرقات اللوم والتأنيب على مسامعي، إلى درجة الوعيد بنار جهنم من بعض أصدقائي شديدي الالتزام الديني، حد التطرف أحيانًا، كوني ضمن العاملين مع عاهرة جاءت لتقديم عروضها العارية في فيلم من الأفلام الهابطة التي تُظهِرنا مثل وحوش لا يسعون إلا وراء الشهوة، بينما أدركني الخوف أن أغدو مثل عشّاق النجمات ممن يصابون في نهاية المطاف بلوثة تفقدهم آخر جذوات العقل، وفي بلادنا الجميع معرض للجنون، جنون يلج الأدمغة مع كل أزمة جديدة، كل تصريح صاخب، ومزايدة سياسية تستثمر ما بقي لدينا من أحلام في وطنٍ منهار.
خشيتُ أن أنهار فعلًا، خاصة بعد تصوير أول المشاهد الحميمة بينها وبين بطل الفيلم في البيت الذي قررته لهما أحداث السيناريو، كان ضيق المساحة، يقع في منطقة سكنية خاصة بعوائل مليشيا أحد الأحزاب المتعاقبة على استلام السلطة، تم تأمينه جيدًا، قبل بدء انسياب شلالات عشق الحبيبين/ البطلين، لكن أيًا من النساء المتلفعات بعباءاتهن والرجال الملتحين، يمسك أغلبهم المسابح ويعتمر بعضهم الكوفيات والعمائم، لم يكن على علم بما يجري تصويره خلف جدران إحدى دورهم المباركة بالتأكيد، خاصة وأن الإجراءات الأمنية استدعت أن ترتدي عباءة لدى دخولها وخروجها، وكم كانت فرحة بذلك التنكر الغريب حتى اقترحت أن تلف جسدها ضمن مشاهد الفيلم، ولو لم ترتدِ شيئًا تحتها لكان ذلك أكثر جاذبية وإثارة.
كم احترقتُ تحت وطأة مثل تلك الكلمات، وإن لم يتم تصوير لقطة واحدة، أكاد لا أصدق أنها تمثيل يمكن له التوقف لحظة نطق المخرج كلمة (Stop)، بينما سريان مخيلتي لا يمكن له التوقف لحظة واحدة، حتى أكاد أنسى سبب وجودي وسط أجواء غريبة عني كل الغرابة، وإن رحت أشعر في بعض الأحيان أني جزء من ذلك العالم وأعرف كل تفاصيله، وفي ذات الوقت تمنيتُ أن أحل مكان البطل، أكون حبيبها، لكن في الحقيقة، لا ضمن أحداث العمل فحسب، ودون أن أضطر إلى تركها في نهاية اليوم لأعود إلى بيتي، متخوفًا من الاتيان بأي صوت يفضح احتدام فحولتي لدى أخوتي الذين يشاركوني النوم في ذات الغرفة الخانقة، وكأن الجدران المشَبَعة برطوبة الفقر والعازة تشارك بدورها في اختطاف أنفاس ثوراتي الجامحة حتى يحين وقت هروعي لرؤياها ضمن جولة حرمان جديدة، وكاميرا الإغواء لا تتوقف عن بث أنوثتها المستعرة في رأسي لحظة واحدة، فيما تتوجه وباقي فريق العمل إلى منطقة القصور الرئاسية التي لا يمكن اختراقها ولا زعزعة أَمنها وإن أحيلت المدينة بأسرها إلى حطام.
إلى هناك تلحقها مخيلتي، تصوِر لي كل قادتنا السياسيين وهم يتنافسون على ولوج جناحها، ذات تنافسهم قبل بدء كل دورة برلمانية، أو تشكيل حكومة جديدة، ومن ثم تسابقهم على المناصب الأكثر أهمية ونفوذًا، ولعلهم يتفقون على إجراء مزاد كل ليلة من أجل ساعة واحدة يقضيها الفائز ببذخ أموالنا المسلوبة فوق جسدها العاري، لكن ليس على الأرض المهيأة أمام عدسة الكاميرا، لتتدحرج وعشيقها كما يشاء لهما المخرج بين ترابها، المعَد هو الآخر بعناية لا نفطن إليها لدى المشاهدة، خاصة عندما نكون محتقنين بغرائز تترجى بعض الانفراج من خلال مشهد هنا ولقطة هناك، بل ربما تكون عطاياها للسيد ذي السطوة الكبرى في إحدى القاعات الفخمة التي كانت تُعقد فيها الاجتماعات القيادية والمناسبات الوطنية في عهدٍ مضى، صار محط أحاديث تحولت بمرور السنوات إلى ثرثرة لا جدوى منها.
ثملتُ بظنوني وتوجس أخيلتي وحماقات الكلام المتناثر بين جنبات الصمت على مدى عهود، مثلما أثملتني أنوثتها المتمردة، إيماءات سكونها، كركرة ضحكاتها، وحدة غضبها سريعة الانفعال، والعصية على محاولات التخفيف من عصبية تهديدها بترك موقع التصوير والخروج غير عابئة لشيء، ودون أن تهتم لِما يستر عريّ جسدها، ولِيركض وراءها أحد المصورين بكاميرته وسط العيون المحدِقة كي يكون الفيلم أكثر واقعية من أي سيناريو يتم تعديله لدى كل مقطع من مقاطع الحوار، وكذلك يدر في غمضة عين أرباحًا تستحقها مخاطرة المجيء إلى هذا البلد المدمَر والمسكون بهذر الكثير من الحكايات والخرافات…
صرتٌ أقنع نفسي بتفهم تذمرها من كل شيء من حولها، بلا مراعاة لوجودي وكل من يعرف اللغة التي تتكلم بها بصوتٍ جسور، مثل الصواريخ التي اقتلعت كل شيء في بلادي كي تغرس شتلات عهدها الجديد.
في إحدى تلك المرات كانت الأكثر عدوانية، والأكثر إغواءً، دخلتْ إلى غرفة أعِدَت من أجلها وصفقت الباب وراءها، كانت تلتف بروبٍ تمنيت لو أستطيع الاحتفاظ به كلما خلعته ورمته على الأرض، كأنها لن تلبسه مرة أخرى، دخلتُ وراءها، دون طرق الباب من شدة لهفتي وقلقي عليها، فقد أخذت الدموع تترقرق في عينيها الزرقاوين لفرط نفورها من شفتيّ الممثل الشاب فوق رقبتها تارة ونهديها تارة أخرى، وإن تحججتْ بسطوع الإضاءة كومضٍ شديد الوهج طيلة فترة التصوير التي تستمر لأكثر من عشرة ساعات أحيانًا، دون أخذ يوم استراحة، كي يتم إنجاز الفيلم حسب الخطة الزمنية التي اعتمدتها جهة الإنتاج.
لا شك أنها أبصرتْ في عينيّ رغبة جامحة أوغلت في صدرها الخوف، حد الذعر ربما، رغم كل ما حدث بيننا من تقارب، ورغبتها في التكلم معي طويلًا عن حياة تبدو لها متكتمة على أسرارها، وإن تجلتْ أغلب خصوصياتها عبر الفضائيات، كما لو أن تلك النظرات التي لم أستطع حجب وحشيتها عنها أكثر كانت من ضمن مشهد الاختطاف الذي ضاقت من تنفيذه منذ أول يوم تصوير.
غادرتْ الغرفة على عجل كي تنهي مشهد العناق المحتدِم، وقد صار يثير فيها التقزز على ما يبدو، لا النشوة المغامرة، كما يجب أن تُظهِر على الشاشة، بكل التأوهات المطالِبة بالمزيد من سحر الشبق، في التياعٍ يظل يتردد مثل موسيقى تصويرية تتخطف الأسماع حتى انطفاء شاشة العرض.
خشيتُ أن تكون وقع أنفاسي بين شفتيها مثل تلك الشفاه الغليظة للخاطفين، بعد أن يمزقوا كل ثيابها ومن ثم يتناوبون اغتصابها، لأنها في عرفهم تُعَد من غنائم حرب مفتوحة، يُباح فيها استخدام كل الأسلحة المتاحة حتى رفع رايات النصر… أن تصرخ بعلو صوتها، وكفاها الرشيقان يلطمان وجهي بقوة خبرت شراستها من سوح الأفرشة التي جابتها في حياتها، وهي تصوِب نيران شتائمها نحوي وأهل بلدي، لدى محاولتها إبعادي عنها، وفي عينيها نظرات تقزز من نهم فحولة البهائم العابثة فينا رغم كل ما يسحق انسانيتنا على الدوام.
قررتُ ألا أذهب مرةً أخرى إلى موقع التصوير، مهما كانت حاجتي لأجر الترجمة، والمحادثة حسب ما يتوافق مع مزاجها، حتى لو اتصلتْ وطلبت مني العودة، ربما لمجرد الاستمتاع برؤيتي ذليل أسر أنوثتها من جديد، فقد لا أحتمل السيطرة على غرائزي ما أن تهفو نحوي نسمة من فوح جسدها المتطوح بين أحضان البطل المحظوظ بأنه غادر البلاد منذ كان صغيرًا قبل من أي شيء، بينما أضطر أن ألزم مكاني في صمت الموتى خلف كل طاقم التصوير، إلا أن الهاوية التي وددت تجنبها كانت بانتظاري بعد محاولة الاختطاف التي تعرضتْ لها، بعيدًا عن عدسة الكاميرا والحبكة المرسومة للفيلم.
تم مداهمة الدار وأخذي، وسط صراخ والدتي وذعر أخوتي والجيران، اقتادوني معصوب العينين دون أن أدرك ما ينتظرني، ولدى وصولنا إلى دائرة أمنية، داخل منطقة القصور الرئاسية، أنزلوني وآخرين من السيارة الكبيرة التي جمعتنا من أنحاء متفرقة في العاصمة وخارجها، ثم ساقونا ركلًا وضربًا بالعصي الحديدية نحو زنازين فردية تشبه التوابيت حتى بدء التحقيق، مع كل واحد على حدة، من أجل معرفة من المتورط منا في محاولة الاختطاف، أو ساهم بشكل أو بآخر في إحداث ثغرة أمنية تتسللت منها المجموعة المتطرفة المخطِطة للعملية، كنوع من الانتقام من المحتلين وما يرتكبونه من جرائم، ولو من خلال خطف ممثلة أفلام إباحية بدأ نجمها بالأفول، ربما يمكن مبادلتها بعدد من المجاهدين الأسرى في معتقلات أعداء الدين، إن لم يتم قتلها مثل أي عاهرة جاءت إلى بلاد المسلمين لإشاعة الفساد والتحريض على الفسوق... كما جاء في البيان الذي قرأه أحد المحققين على مسمعي، وهو يرمقني بنظراتٍ متوعدة، وكأنني من كتبه ومسؤول عما تضمنت كلماته من تحدٍ ووعيد.
خرجتُ من المعتقل بعد شهور، رغم عدم وجود ما يدل على تورطي في شيء، ولم أعرف عنها أي خبر، سوى أنها تستعد لبدء تصوير فيلم آخر، على ذات الطراز، بعد أن حققت شركة الإنتاج إيرادات أكثر من المتوقع بأضعاف، كما قرأتُ في عدة مواقع ألكترونية.
تم منع الفيلم من العرض داخل البلاد، كما لو أنه لم يتم تصوير لقطة واحدة تُظهِر جانبًا من شوارع وأزقة العاصمة، إلا أني استطعت مشاهدته بعد فترة، وكأني وجدت ما فقدته فجأة وخبا مني كل أمل أن أخظى به مجددًا.
عندها تملكني إحساس يقارب اليقين أني كنت أحد الممثلين، بل أهمهم من بعدها، متتاسيًا كل ما واجهت وعانيت خلف الأسوار المنيعة، الجروح التي لم تكن قد التأمت بعد، الأوجاع الرابضة في أضلعي، والعرج الذي قد يرافق خطوي مدى الحياة.
تابعتُ الأحداث مشهدًا مشهد، لقطة تلو الأخرى، كل حركةٍ وإيماءة، عناقٍ ولمسة... حتى اختفاء وجهها عن الشاشة، كأنها تتعمد أن تخفيه عني في لؤمٍ متجبِر يشاكس عجزي أمام كل ما حدث ويمكن أن يحدث، وبصورة غير متوقعة، ففي النهاية لم أكن، وكل من يمضون أعمارهم في الفرجة مثلي، إلا بعض تفاصيل سلسلة غير منتهية من أفلام رخيصة المضمون، لكنها تبقى عالية الإيرادات.
***
أحمد غانم عبد الجليل
كاتب عراقي