نصوص أدبية
حامد عبد الصمد: رحيل مبكّر
جلستُ في منعطف المساءْ
كأنّني بقيّةٌ في العمر من شتاءْ
وفجأة
دثّرني الصمتْ
وخيّمتْ أشباحه
فقال لي:
يا سيّدي
تغيّر الوقتْ
أعرف من أنتْ...!
يا شاعراً...مندهشاً
من قريةٍ تحتضن الجنوبْ
يحلو لك التمر ...وتحمل السلالْ
بالحبّ...والخير...و بالجمال...!
تلمّ من ثرى أبي الخصيبْ
عاطفة ...تنضح بالطيبوبْ
لأنفسٍ غنيّة
يا صاحبي أتسمع الصوتْ...؟
كنتَ كما شئتْ
بالحلم ...بالوهم ...وبالخيالْ
والشوق في ا لأعماقْ
يحطّ ...لا يطيرْ
كنتَ كما شئتْ
تمضي على درب الهوى
مع النجوم
تجنّح الكلامْ
تلعن في ضميرك الهمومْ
وتكتب القصيدة
وتزرع الدنيا رؤى جديدة
لكنّه
يا سيّدي
ما عدتَ كما كنتْ
تغيّر الوقتْ
طوّقك الليل ..وضاعت الدروبْ
وحلّ في العمر الرحيلْ...!
قلتُ له :مهلا
سأغوص في بئر الوصولْ
وأشرب الماء الزلالْ
ألمّ زهر الشوق والجمالْ
وألعن الظلامْ
دنوتُ منه شاكرا
على حديثه ... وكان في وجهي عتاب
وقبل أن يغادر البيتْ
دثّرني وقالْ:
لا تبتئس يا شاعر الربيع
لو بغتة
قد جاءك الموت...!
***
شعر: حامد عبد الصمد البصري