نصوص أدبية

جودت العاني: حروف من نار..!!

يقولون ،

أن الصقيع

تلاشى

وعلى أعتابه جاءَ الربيعُ

يحمل بصماته

ويسمع وقع اقدام هؤلاء الرقيع ..

مملؤة بالوحل، أشكالهم

نراها ملطخة بالنجيع ..!

**

وحين السؤال..

لِمَ كلَ هذا الهراء الشنيع..؟

لماذا المواسم ظلت جحيماً

تعاني نزيفاً ونسفاً وعصفا..؟

يجيبون ماذا ترانا نراها

فكل الذي جاء بعد هذا الهجيع

نذير تعالى

أن يديم الزمان رهانه

على مذبح الحقد والكره

حتى غدونا نسيرُ سيرَ القطيع..!

وتهنا

وتاهت بنا اقدامنا في متاهاتها

وظلت تواري سوءات

هذا المسار الوضيع..

**

يقولون هب ، ان الصواري

غدت في مهب الرياح طلاسماً للنزوح..

وماجت بها كل تلك الدروب

وتلك السفوح..

ثم انتهت مهجعاً للخلاص ..

وحارت بلاغات هذا الزمان الكسيح

ألا ترون النهار الذبيح..؟

وكيف نداوي الجروح..

بتوصيفة

النسف والعصف ورشق الرصاص

كأن العوالم باتت خواء وجدبا..

واحكامها في الحق

ماتت من القهر حد القصاص..؟

**

يقولون،

ماذا ترانا نقول ؟

نقارب الهوس المشبع بالنزيز وبالغبار..

من يبرح الفجر المدمى كلما طلع النهار..؟

ونقول ماذا ترون؟

هم يحرقون طقوسهم

ويصبون زيت النار في جوف الغيارى..

ويزهقون العابرين على الطريق

ويفر الناسُ جمعٌ في العراء حيارى..

ماذا يحل بنا لو ان بارقة

تداعت خلف هذا الهول من وهج الحريق..؟

ماذا تراه على الوجوه وجومها

تلك النقوش تحولت

نغماً يضاجعه النعيق..؟

نشروا المهازل والرذائل

والمزابل والرقيق..

وكأنهمُ يمشون كالموتى ولا أحد يفيق..!

(2)

واقول للجمع المدمى

لا ترتجون النصح من فقد المحبة والحنين

زفوا لهذا العمر صرخات السنين

شدوا سواعدكم ، فوق الركام وعند قارعة الطريق

فأن ملحمة الخلاص تصاعدت نغماً عريق..(*)

***

د.جودت صالح

22/كانون أول 2023

..........................

 (*) من وحي مقولة لفيلسوف اليونان الحكيم "بطليموس" حين سأل زوجته (ألا ترين ، أن العالم فاسد الذي نعيش فيه، لا كما نريده أن يكون)؟

في نصوص اليوم