نصوص أدبية
ريما آل كلزلي: القلم الشّاعر
لنتفق من جديد
إنّي شاعرةٌ باذخةُ الحرفِ
تولدُ من رمادِ الكلماتِ
رقيقةٌ تنزفُ لأتفه الأسباب
وأنّكَ رجلٌ شامخُ الجرحِ
مخبوصٌ برغبةٍ اسميتَها قدرٌ
تُسقِط َألحانَك على دفاتري الحزينة
فيغني الشّعرُ لحن الصّبا
وهذه الأبجديّة شرِهةٌ لعناقِ الأفكار
تحمّلها الأيامُ خيشةَ الإثم
فتمضي مُتعبة كأوطاننا
وكلّما استعرضَ آدمُ جاذبيّة التّفاحِ في دمهِ
تكسّرتْ غصونُ البرقِ
ليهيمَ بما تبقّى من روحِهِ
ويوقدَ لهيبَ المطرِ في آهاتهِ
جاءَ في جرحِنا:
حينما تستريحُ السّماءُ يا ربّ النّرجسِ الملوّن
تتنزّلُ نجومُكَ على كتفيّ
فأعّدُ تراتيلَ سجودي إلى عينيكَ
لتأكلَ من خبزي الأبدي
ليس في جبّة الفكرة إلاكَ
معارجُكَ دهشةٌ وأدمعٌ
ملتحفٌ باتّساعِ البراري
مازلتَ في ابتسامتي الخضراء
حينما يلوّحُ الحنينُ بأكفّ النّخيلِ الحالمةِ
وإنْ تمرّدنا على اللغة
وإنْ خانت قلبَينا الحروفُ
لن تسقطَ كلماتُنا في فخّ الفراغِ
يا لهذا القلمِ المتّعقلِ بجنون
مرّةً ينامُ في ظلالِ الياسمين
ومرّة يرتّبُ أفكار سيزيف
أنتَ الآن تقرأ
كان عليكَ أن تموتَ كالفينيق
ومن المحتمَل أنّه لن يعجبك ماكتبت
ومازلتُ أبني من الحُطامِ آمالًا بيضاء.
يا قلمي الحبيب
كلماتي صوتُ رمحٍ شقّ الهواء
وشفاهها مُحاقُ التّوت
تراتيلُ حبّ مكتوبةٌ بدمكَ
سنكتب معًا حتى تشرقَ أعراسُ الظّمأ
ويرتعِش ميلادكَ كلّما أنشد الحرفُ
سنبقى معًا يا ترجمانَ المعاني
لن نفترقَ
إلاّ حين يصبح الخبز للفقراء أقدس من نصوصِ الحرّية.
***
ريما آل كلزلي