نصوص أدبية
مصطفى علي: (ماجد الغرباوي) على مشارف خيمة السبعين
لِمُنَزِّهٍ من ربّهِ التنزيلا
مُتأبِّطٍ وَسْطَ الدجى قنديلا
*
ومُجدِّدٍ رفضَ القطيعةَ رائياً
عَطَشَ الجذورِ الى التُرابِ فَتيلا
*
لإنارةِ القلبِ المُنوّرِ بالنُهى
حتى يُعمِّدَ بالكرامةِ جيلا
*
كَرِهَ إقتلاعَ خيامِهِ لَمّا وَعى
وَرأى كَثيبَ القاطِعينَ مَهيلا
*
تأبى خُطى التقليدِ خُطْوةُ عارِفٍ
بالقِسطِ غرْبلَ جُلَّ ما قد قيلا
*
كالمُسْتنيرِ بصيرةً وَ طريقةً
لم تَتّخذْ غيرَ الفؤادِ دَليلا
*
وَكَدائِنٍ شَهِدَ المَدينُ بِفضْلِهِ
وَديونُهُ لا ترتجي التحصيلا
*
وَمُعلِّمٍ وَهَبَ العِراقَ جَميلَهُ
فأتى قصيدي كي يَرُدَّ جميلا
*
خوّلْتُ قلبي أن يصوغَ قِلادةً
ومضى فؤادي يختمُ التخويلا
*
شَرَفُ القصيدةِ إذ تُتوّجُ شَيْبَةَ الْ
رأسِ المُتوّجِ بالرؤى إكليلا
*
بِمِدادِ أمجادِ الكريمِ تخضَّبتْ
وَبِها أمجِّدُ ماجداً ونبيلا
*
وَكَفى بِشِعْري هَيْبةً وَأصالَةً
يوماً يُكرِّمُ بالحُروفِ أصيلا
*
سَبعونَ مَرّتْ والفُيوضُ غزيرةٌ
في لُبِّهِ تَلِدُ الضِياءَ مَسيلا
*
سبعونَ عاماً والخيولُ بِفكْرِهِ
قد مزّقتْ أثَرَ اللجامِ صَهيلا
*
فَمِنَ الرِجالِ إذا النوازلُ أحْدَقتْ
بِدِيارِهمْ ما بَدّلوا تَبْديلا
*
طوبى لِمُجْتَهِدٍ توضّأَ قلْبُهُ
بِمياهِ دجْلَةَ فإسْتحالَ نخيلا
*
أَوَ يُنْجِبُ (الغرّافُ) إلّا مُبْدِعاً
وَمُتيّماً للعاشقينَ سَليلا
*
عَرِفَ الطريقَ الى الحقيقةِ بعدما
جعلَ الدِرايَةَ غايةً وَسبيلا
*
جَرَحَ الرِوايةَ كُلّما عَزَفتْ لَهُ
نَغَماً نَشازاً يبتغي التَعْديلا
*
نَزَعَ القداسَةَ عن أحاديثِ الأُلى
هجروا الرشادَ وَعاقَروا التهويلا
*
لم يعْتَنِقْ هَوَسَ الأحاديثِ التي
مَنَعتْ عِناقَ الوَصْلِ والتقْبيلا
*
فَغَدا يُهدّمُ باليراعَةِ زيفَها
حَذَراً يُسائلُ قاتِلاً وَقَتيلا
*
أَتُبيحُ أشباحُ التراثِ دِماءَنا
لِتُحيلَ حاضرَنا أسىً وَعَويلا
*
فإستلَّ من لُبِّ الفؤادِ يَراعَهُ
سِلْماً يُلاحِقُ واجِداً وَ دخيلا
*
وَرأى الدليلَ على الهِدايَةِ موقفاً
مُتَأبِّياً غيرَ الصَلاحِ بَديلا
*
فَإذا الظواهِرُ في النصوصِ تعارَضتْ
وَعُقولَنا لم يَعْدَمِ التَعْليلا
*
قَالَ : السريرةُ في اللغاتِ مَجازُها
وَبِهِ تذوبُ نقائضٌ تأويلا
*
مَعَهُ الأصالةُ تستحيلُ حَداثَةً
حيثُ الأصولُ تُروّضُ التأصيلا
***
د. مصطفى علي