نصوص أدبية
يعقوب عبد العزيز: اغتيال الأشباه

أنا أشباهي الأربعون الذين قتلوا برصّاص
الاحتمال
لا أخوة لي بأجنحة وهيضة
ولا بيت ينكسرُ به الغصن
*
وحدي أرمي نفسي في الجُّب
وانتظرُ وهم القافلة
لا خيار لي للفرح العجول
والموت يحاصرني
*
لقد تركتُ خلفي في كلّ مكان كتابًا
وصبيًا ومسودّة
لقد تركتُ جزءاً منّي في المستنقع
*
الآن من يمسح دموع قلبي
بمنديل اعتذار
ويطعم قططي الجوعى
*
من يسقي ورداتي
من يستعير منّي الأخيلة
ويخرج بأقدامي في المظاهرة
تأكل اللّغة عقلي
وينزُّ الحبر من تحت جلدي
أنمو بأطراف لزجة كأخطبوط
مصاب بالكُساح
*
يتلبّسني درن الكتابة، تلك التي لم
أجني منها شيئًا
غير أرواح طيّبة أكلها الصّدأ
وامرأة تموع على كتفي
*
أنا الّذي افتعل الحبّ بدافع القلق
وابتكر الموت لقلّة الصّنيعة
*
أنا الوحيد في الصّلاة
وطابور الخبز
*
المنتظر في المحطّة والهارع خلف القطار
أنا المورق، الضّحل ، الضّار، اليابس
الرّقراق أنا والعُكر
*
أنا الشّلال وأوّزة البحيرة، انا سلحفاة
الطّين، حزن البلاد وشوارب جنرالاتها
من يقرأ زُعر الحنطة في ملامح
وجهي
*
وجهي كلّ اللّوحات التي انتهى فيها الباستيل.
***
يعقوب عبد العزيز