نصوص أدبية
عبدالامير العبادي: مجنون
يتوزعُ في احياءِ
مدينتي
مجانينُ
الجنونُ كما يقالُ فنونٌ
لكني أرى الجنونَ فينا
كلٌ منا يمتهنهُ بطريقتهِ الخاصةِ
لِم لا سادتي المكبلينَ بزهوِ الأنا
نحنُ من مدنِ التثريدِ والتأويلِ
نحنُ الذينَ ولدنا ولادةً قيصريةً
متوحدو العقلِ
بعضنا يتألقُ بحسابِ النجومِ
آخرُ بعديدِ النساءِ
مجنون ليلى بالولهِ العذريِّ
مجنونٌ يتدفأُ بالثلجِ
يغتسلُ بالطينِ والملحِ
يتعقبُ الافاعيَ في جحورها
يظنُ أنهُ أدهى الماكرينَ
مجنونٌ بقراءةِ الابله
وروايةِ المسخِ
يصنفُ قائمةَ الانبياءِ
من كونفشيوش وبوذا
او يحلمُ أنٍ يقبلَ يدَ ستالينَ او هتلرَ
انها همجيةُ العقلِ، احاديةُ الفطنِ
هذهِ الارضُ لنْ تصلحَ إلا لمجنونٍ
يتلذذُ بغرساتِ المساميرِ
في أقبيةِ الجبناءِ
يستحمُ بلسعاتِ العقاربِ
يكتوي بالنسيانِ
المجنونُ محسودٌ على هويتهِ الامميةِ
أطعمتهُ لا تعرفُ لغةَ الحلالِ والحرامِ
او الذبحِ على طرقِ السماءِ
هو الأنبلُ في تراتيلِ الصمتِ
الرافضُ التبجيلَ والشكرَ
محسودّ لا يجاملُ شعراءَ وأدباءَ
الانحناءِ والتزويقِ
ملعونٌ منا منْ لمْ ينحنِ لهُ
يتصوفُ بمعاشرةِ الآهاتِ
تطربهُ تنهداتُ احلامهِ الغريبةِ
الراحةُ من ضجيجِ الحواراتِ الفجةِ
قسماتُ وجههِ تتعددُ الالوانُ
يختلسُ أثوابَ الغلسِ لسترِ عُريهِ
تراهُ يتوجُ أذكى أمياً في الوجودِ
فخرهُ يرفضُ كلَّ قلاداتِ الابداعِ
***
عبد الامير العبادي