نصوص أدبية

ليث الصندوق: في هجاء الحكام

على الدفء المقدّس للكراسي

تذوب أجسادُ الحُكّام الشحمية

ثمّ يتجمّد الشحم الذائبُ في قوالب الكراسي

متّخذاً شكل أرجلٍ ومساند

وبذلك تصبح الكراسي هي الحكّام

ويصبح الحكّام هم الكراسي

- 2

في معهد الكراسي للحكام المبتدئين

حيث الخشب المصبوغ ببصاق التاريخ هو العميد

والمسامير هم الهيئة الإنضباطية

يُعاقبون بالنخس الأعجاز العصيّة على الإنتفاخ

بينما سوسة الخشب هي معلمة القتل الناعم

تُعلّم طلاب الصفوف الأولى

أنْ ليس الخشب وحدهُ ما يُنخر

بل كلّ ما يصلح لمأدبة مجانية:

ميراث اليتامى

والقلوب التي في مرحلة الرضاع

والأحلام المحلقة بأجنحة جيل لم يولد بعد

- 3 –

بعد التخرّج في معهد الكراسي

يُرقّى الحكام إلى مرتبة طغاة

عندئذ ينقلون إقاماتهم إلى سبطانات بنادقهم

ينامون هناك

ويتغوّطون

ويتخذون من رائحة البارود زوجات وعشيقات

مطمئنين إلى أن أصابعهم المطلية بالغِراء

تجلب كلّ ما يُلامسها

ربما لا تشبه أسنانهم مِفرمة اللحم

ولا أفواههم مغاور اللصوص

لكنّ شخيرهم يفضحهم

فهو استغاثات الذين افترسوهم

- 4 –

كلّ الحكّام طغاة

حتى لو كانوا دُمىً من طين

ليس من الطين الذي يلعب به الأطفال

بل الذي يُدفن به مستقبلهم

***

شعر / ليث الصندوق

 

في نصوص اليوم