نصوص أدبية

خالد الحلي: نومٌ عاطِرٌ

لَمْ أتَنَشّقْ

في يومٍ ما عطراً يَعْبَقْ

وأنا نائمْ

لَكِنّكِ، حِينَ أتيتِ بِنَوْمِي

ليلةَ أمسِ

صِرْتُ أُحِسُّ بِنَفْسي

في بَحْرِ عطورِكِ أغرقْ

وأنا أُنْشِدُ شِعْراً

لا  يَعْرِفُهُ غَيْرُكِ

صِرْتُ أسائلُ طيفَكِ

في سرِّي

كَيْفَ تَبَاعَدَ سَيْرُكِ

عَنْ سَيْرِي

هَلْ نَبْقى يَغْمُرُنا الشّوقُ

ونَحْنُ كِلانا

لا يُبْصِرُ  وجهَ الآخرِ  إلاّ  في النّومِ؟

هَلْ مَحْضُ سرابٍ كانَ هوانا؟

كرّرْتُ سؤالي

وأنا مَحزُونُ الحالِ

لَكِنّي لَمْ أسمعْ شيئاً

لَمْ أسمعْ غيرَ صدى صَوتِي

يَأتِي

فأعدتُ الكرّةَ  ثانيةً ..

ثالثةً ..

رابعةً ..

لَكِنْ، و كما مرَّ  مِنَ المرّاتْ

لَمْ أسمعْ ثمّةَ أصوات

لَمْ أسمعْ غيرَ الأصداءْ

تتلاشى خائبةً في الأجواءْ

**

نومٌ عاطِرْ

ما زالَ يُرافِقُ أيّامي

في يقظةِ أحلامي

فمتى تأتينَ إليَّ بِنَوْمِي ثانيةً

كَيْ أُنْشِدَ شعراً

وأنا أتَنَشّقُ مِنْ وجهِكِ عِطْراً؟

***

شعر: خالد الحلّي – ملبورن / استراليا

 

في نصوص اليوم