نصوص أدبية
نوري الوائلي: حرق القرآن
حرق القرآن الكريم
عادوا ليمْحوا النورَ والتحْريرَا
والعدلَ والإحسانَ والتطويرا
*
قد أحْرقَوا ورقًا بنارٍ أضرمت
عتمَ النفوسِ بما تأجّج نورا
*
هل ضرّ حرقهمُ الكتابَ بحقْدهمْ
نهجَ السماء وأطفؤوا التنويرا
*
حَرَقوا كتابًا قد تعاظمَ قدُره
لم يُحْرقوا الإعجازَ والدستورا
*
إنْ كان قصْدهُمُ بحرْق كتابنا
حَرقَ الهدايةِ منْهجًا وسطورا
*
فاليحْرقوا أهلَ التقى، فقلوبُهم
حفظتُهُ بُشْرى للورى ونذيرا
*
كم مُزّق القرآنُ منذ نزوله
هلْ أنقصوا من مدّه قطميرا
*
لا زال مدّه كالبحارِ وموجه
يعلو الجبالَ وأرضَها تكبيرا
*
اللهُ يحفظه ويحفظُ دينَه
للعالمِين ويُجهضُ التغيّرا
*
لو لم يكن نهجُ الكتابِ منوِّرا
ويزيحُ عن دنيا العبادِ شرورا
*
ما دنّسَ الكفرُ الكتابَ وما نهى
عن ذكرهِ وأباحُه تشهيرا
*
لا تحزننّ إذا رأيت فعالهم
ستذيقهُم في العالمَيَن سعيرا
*
لن يكسبوا نصرًا وكلّ نتاجهم
يمضي هباءً في الدجى مدحورا
*
لم يطلبِ القرآنُ منّا ناصرًا
لكنْ لتطبيقِ النصوصِ نصيرا
*
كم أُحْرق القرآنُ في أرض علا
فيها الأذانُ، وصادروا التعبيرا
*
يبكون في ذلِّ النفاق وبعظهم
مدّوا لدربِ الكافرين جسورا
*
لن يردعَ الشجبُ الكفورَ وكيده
والمسلمون تمزّقوا تكفيرا
*
لو طُبّقَ القرآنُ في أحوالنا
ما ناله الكفرُ المبينُ غرورا
*
ربّي شكوتُ إليك ذلّة أمّة
تركت على الرفّ الكتاب أسيرا
*
تركتْ كتابِ اللهِ حين رأتْ لها
بالجهلِ دستورَ الضلالِ جديرا
***
الدكتور نوري سراج الوائلي
ميشكان