نصوص أدبية
سُوف عبيد: مازلت لم آت
مَازلتُ لمْ آتِ
لَا الشّمسُ ...لا اَلْقَمر
لَا النّجُومُ
أظهَرتْ فِي هَذَا الزّمَن
آيَاتِي
*
مازلتُ لم آتِ
حتّى ضاربُ الرّمل
لا يعلمُ
ولا قارئُ الكفّ
ولا عرّافةٌ
من العرّافاتِ
*
مازلت لم ٱتِ
وَحدَها جنيّةُ النّبع
في جُزُر واقِ الواقِ
تَعْرفُ أوْصَافِي
وَمِيقَاتِي
*
ما زلتُ لم آتِ
عاليًا وبعيدًا
حَرْفًا حَرْفًا
تَحْبُو
مازالت كَلِماتِي
*
مازلتُ لمْ آتِ
حِبْري يُخْضُورٌ
ونَسْغٌ في الجُذُور
قَطرةً
يَرْشَحُ قطرةً فِي دَواتِي
*
وإنّي آتٍ
لستُ على عَجَل من أمْري
بِالخَطوةِ الأولَى
تبدأُ كُلُّ المَسافاتِ
*
إنّي آتٍ
مُرَفْرفًا
خافقَ الجناحين
معَ المَدَى تِلو المَدَى
من كُلّ الجِهاتِ
*
إنّي آت
فِي حَفِيفِ النّسيم
في صَخَب البَحْر
في همْس الصّحرَاء
فِي هَسِيس الغاباتِ
*
آتِ
كالعَواصف مُدَمْدِمًا
كالزّلازل مُهَدّمًا
حَجرًا عَلى حَجَرْ
لَا أُبْقِي ولا أَذَرْ
عَلى كلّ الطّغاةِ
*
آتٍ
نَحْوَ العابرينَ من الأقاصِي
في زوارق المطّاط
فإذا البحرُ هاجَ وماج
أرمِي إليهم
قواربَ النّجاةِ
*
آتِ
كَوَهْج لذيذِ الجَمر
في صَقيع الفَجر
للكَادِحين والكادِحات
يَسْعَوْنَ فِي الظّلُمات
*
آتِ
في القحْطِ.. أنا أخضَرُ
في الصُّخور... أنا أَبْذُرُ
ومن سَحِيق السِّباخ
أحصُدُ صَاباتِي
*
آتِ
من بعيدٍ... بعيدٍ
لا رفيقَ لي
إلا ظِلّي والعَصَا
ومِخلاتِي
*
آتِ
مع شَمسِ الصّباح
للسّوسَن والأقاحِي
للنّسرين والياسمين
أنشرُهُ على الطّرقات
*
آتِ
بالجديد
بِمَواعِيدِي وَأنَاشِيدِي
بِوُعُودِي وَعُهُودِي
وَبُشرَى فُـتُـوحَـاتِي
*
آتِ
مع هوادج الأعراس
مع أفراح الناس
بالطبول والبارود
والزغردات
آت....آت...آت
!...فاِنتظرُوني
***
سُوف عبيد