نصوص أدبية
محسن عبد المعطي: سَعَادَةُ الْحَجِيجْ
وَلِلَّهِ حَجُّ الْبَيْتِ فِي خَيْرِ مَوْسِمِ
يُزِيلُ خَطَايَا الْمُذْنِبِ الْمُتَأَثِّمِ
*
يُسَافِر ُ حُجَّاجُ الْوَفَا لِهَنَائِهِمْ
وَنَنْشُدُ خَيْرَ الْحَجِّ مِنْ كُلِّ مُسْلِمِ
*
أَلاَ إِنَّ دِينَ اللَّهِ يُسْرٌ وَرَحْمَةٌ
لِكُلِّ فَقِيرٍ فَارِغِ الْجَيْبِ مُعْدَمِ
*
مَنِ اسْطَاعَ حَجَّ الْبَيْتِ فَلْيَمْضِ مُخْلِصاً
إِلَى بَيْتِ رَبِّ الْكَائِنَاتِ الْمُفَخَّمِ
*
وَمَنْ كَانَ مَعْذُوراً لِعُسْرٍ وَشِدَّةٍ
يُجَنِّبْهُ دِينُ الْحَقِّ صَعْبَ التَّجَشُّمِ
*
وَيَسْتَبِقُ الْحُجَّاجُ يَبْغُونَ سَعْدَهُمْ
وَمَرْضَاتَ رَبِّ الْعَالَمِينَ الْمُعَظَّمِ
*
وَيَنْوُونَ حَجَّ الْبَيْتِ قَبْلَ رَحِيلِهِمْ
إِلَى سَاحَةِ الْخَيْرِ الْكَثِيرِ الْمُقَسَّمِ
*
فَمُنْذُ قَدِيمِ الدَّهْرِ وَالْحَجُّ مُنْقِذٌ
يُخَلِّصُنَا مِنْ كُلِّ رِجْسٍ وَمَأْثَمِ
*
وَأَوَّلُ بَيْتٍ لِلْعِبَادَةِ طَاهِرٍ
(بِمَكَّةَ) رَمْزٌ لِلْوَفَاءِ الْمُنَظَّمِ
*
وَتَقْدِيسُ رَبِّ الْبَيْتِ نَصْرٌ وَعِزَّةٌ
وَإِجْلاَلُهُ دَرْبٌ لِكُلِّ تَقَدُّمِ
*
وَقَدْ سُئِلَ (الْمُخْتَارُ)عَنْ خَيْرِ مَسْجِدٍ
أُقِيمَ لِشُكْرٍ خَالِدٍ وَتَنَعُّمِ
*
فَنَوَّهَ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ وَفَضْلِهِ
وَنَجْدَتِهِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَزْعَمِ
*
وَقَدْ سَاقَ رَبُّ الْعَرْشِ خَيْراً وَنِعْمَةً
إِلَى آلِ بَيْتِ اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَنْسَمِ
*
وَبَارَكَهُ اللَّهُ الْعَظِيمُ بِجَاهِهِ
وَأَنْقَذَهُ مِنْ كُلِّ وَغْدٍ مُلَثَّمِ
*
وَوَجَّهَ كُلَّ النَّاسِ لِلْبَيْتِ طَاعَةً
فَجَاءَتْ وُفُودُ الْحُبِّ فِي خَيْرِ مَقْدِمِ
*
لِقِبْلَةِ كُلِّ الْعَالَمِينَ وَقَصْدِهِمْ
وَمَخْرَجِهِمْ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ وَمَأْزَمِ
*
فَدَعْوَةُ(إِبْرَاهِيمَ)شَرْعٌ وَحِكْمَةٌ
أَيَا رَبِّ بَلِّغْهُ الصَّلاَةَ وَسَلِّمِ
*
وَمَنْ دَخَلَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ مُرَوَّعاً
يُؤَمِّنْهُ رَبُّ الْبَيْتِ مِنْ سَافِكِ الدَّمِ
*
وَتَنْسَابُ أَنْهَارُ السَّعَادَةِ كُلُّهَا
مِنَ الْبَلَدِ الْمَيْمُونِ تَسْرِي كَبَلْسَمِ
*
تُلَبِّي قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَهَهُمْ
وَتَسْعَدُ أَعْيُنُهُمْ بِنُورِ التَّبَسُّمِ
*
وَيَدْخُلُ بِشْرٌ فِي صَمِيمِ قُلُوبِهِمْ
وَيَصْعَدُ فِي مَبْنَى الْعَلاَءِ بِسُلَّمِ
*
وَتَنْشَغِلُ الْأَلْبَابُ فِي بَلْدَةِ الْهُدَى
بِبَهْجَةِ دِينِ الْحَقِّ فِي كُلِّ مَعْلَمِ
*
تَسَاوَى جَمِيعُ النَّاسِ فِي خَيْرِ مَوْقِفٍ
فَأَفْقَرُهُمْ مِثْلُ الْغَنِيِّ الْمُعَمَّمِ
*
وَأَقْوَاهُمُ مِثْلُ الضَّعِيفِ فَكُلُّهُمْ
سَوَاسِيَةٌ عِنْدَ الْكَرِيمِ الْمُعَلِّمِ
*
وَأَحْمَرُهُمْ مِثْلُ الْمُكِبِّ بِسُمْرَةٍ
وَحَاكِمُهُمْ لَبَّى نِدَاءَ الْمُحَكِّمِ
*
تُنَادِي حَجِيجَ اللَّهِ خَيْرُ أَمَاكِنٍ
لِتَنْفِيذِ أَمْرٍ مِنْ إِلَهٍ مُقَوِّمٍ
*
يُعَدُّونَ لِلتَّهْذِيبِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ
مِنَ الْحَجِّ فِي صَبْرٍ وَسَعْيِ مُصَمِّمِ
*
وَيَهْوَوْنَ فِعْلَ الْخَيْرِ بَعْدَ رَحِيلِهِمْ
إِلَى خَيْرِ بَيْتٍ وَاسِعِ الْفَضْلِ أَعْظَمِ
*
وَخِدْمَةَ حَقٍّ فِي امْتِثَالٍ مُحَبَّبٍ
وَمَنْ يَفْعَلِ الطَّاعَاتِ لِلَّهِ يَغْنَمِ
*
فَأَكْرِمْ بِهِمْ فِي سَاحَةِ الْخَيْرِ سُجَّداً!!
وَأَنْعِمْ بِمَغْفِرَةِ الْوَدُودِ الْمُقَسِّمِ!!
*
يُكِنُّونَ إِخْلاصَ الْعِبَادَاتِ دَائِماً
لِرَبٍّ حَكِيمٍ دُونَ أَيِّ تَلَعْثُمِ
*
وَيَمْضُونَ فِي فَخْرٍ يُزَكِّي نُفُوسَهُمْ
وَيَصْقُلُ أَخْلاَقَ الْمُحِبِّ الْمُسَلِّمِ
*
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مَا بِنَا مِنْ تَشَاحُنٍ
يَعُودُ عَلَيْنَا بِالْوَبَالِ الْمُحَطِّمِ
*
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو أَنَّ (إِسْرِيلَ)أَصْبَحَتْ
تَشُنُّ حُرُوباً فِي سَذَاجَةِ أَشْرَمِ
*
تُهَدِّدُ أَمْنَ الْمُسْلِمِينَ بِفِعْلِهَا
وَتَسْعَى لِتَفْتِيتِ الْوِئَامِ الْمُيَمَّمِ
*
وَتَخْدُمُ مَكْرَ الْكَافِرِينَ وَلُؤْمَهُمْ
وَتَهْوَى فِعَالَ السُّوءِ بَعْدَ التَّهَجُّمِ
*
وَتَبْغِي دَمَارَ الْكَوْنِ وَالنَّاسِ كُلِّهِمْ
وَتَنْسَى شِعَارَ السِّلْمِ فِي فِعْلِ مُحْجِمِ
*
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مِنْ تَسَاهُلِ بَعْضِنَا
وَفِعْلُ لِئَامِ الطَّبْعِ لَمْ يَتَثَمْثَمِ
*
فَيَا رَبِّ أَنْعِمْ بِالْعِنَايَةِ دَائِماً
وَخَلِّصْ بِلاَدَ الْعُرْبِ مِنْ كُلِّ مُجْرِمِ
*
وَيَا رَبِّ وَفِّقْنَا وَوَحِّدْ شُعُوبَنَا
فَمَنْ تَهْدِهِ يَا رَبِّ لِلنُّورِ يَسْلَمِ
***
شعر: أ. د. محسن عبد المعطي - شاعر وروائي مصري