نصوص أدبية
سنية عبد عون رشو: اليمامة
(ان أجيالا من البشر يغمرها مد الزمن، ولكنه يترك ملامحها الخاصة ثابتة أبدا ابدا)... وليم بليك
يتحرك الزمن يتلوى مثل أفعى
تخطط لابتلاع يمامة لاذت صغارها بين جناحيها
كاد الحزن ان يقتلها رغم لون صمتها وعبث قدرها...
وانتظار صغارها لشربة ماء وحبات قمح
الريح تعبث بعشها من كل حدب وصوب ..
هجرت الثعالب جحورها لتقتنص لحظة غفلتها
رويدا رويدا تزحف اليمامة
وتحرث الارض باحثة عن حبات قمح منسية
بين صخور قاسية...؟
انقبض قلبها كأن هاجسا يجعلها مرتعبة وخائفة ....
توقفت حركة جناحيها.. وغاصت روحها في أعماق الارض
لكنها ما زالت تتململ تتفحص بعينيها المندهشتين عنهم
ترتجف من البرد أو ربما من قسوة تلك الصخور....
ثمة فرصة للنجاة من تلك المخلوقات التي تطاردها
وتسرق لقمة عيشها....!!
وقبل ان تفكر بالنجاة تأكد لها أنها مخلوقات غرائبية مصنوعة فتساءلت مع نفسها...متى ستؤمم صناعة تلك المخلوقات...؟..
ولكن تبقى رؤوسهم مشرئبة نحوها...
يتفحصونها ويدرسون كل صغيرة وكبيرة بشأنها....
من أجل ان تكتفي بحبة قمح واحدة دون ان تفكر ببيادر قمحهم
الذي تفوق على قمح يوسف (ع).....
وعليها ايضا ان لا تفكر بالزمن الذي يتلوى من أجلهم...
***
شعر: سنية عبد عون رشو