نصوص أدبية
صادق السامرائي: يا إلهي!!
يا إلهي سَوْفَ نَحْيا مَجدَها
برِسالٍ ما تَخابى نورُها
*
ضَوْعُها الآياتُ فينا شُعْلةٌ
وبِنا الدُنيا أقادَتْ عَقلَها
*
يا شَفيعَ الخَلقِ يا نَبْضَ العلى
أمّةٌ تَرقى بشَعْبٍ ودَّها
*
وبتَقوى كمْ كَسوْنا عِزَّها
وعَلى الآفاقِ بَثّتْ عِطرَها
*
مَنبعُ الأشواقِ في كُنْهِ الرُؤى
كضياءٍ في بِحارٍ أجَّها
*
مُطلقُ الإدْراكِ مَسْموقُ الذُرى
وبَعيْدٌ عَنْ سَماكٍ فَوْقَها
*
يا حَبيبَ الروحِ يا فخرَ المُنى
يَسْتَبيحُ الشوقُ دوماً قَلبَها
*
فَتَرَنّمْ ببَديعٍ هادِفٍ
وهَديلٍ يَتغنّى قُرْبَها
*
يا روانُ الليلُ مَنهوكُ القِوى
بهجودٍ ورَحيلٍ للسُهى
*
ذَهَبَ الروحُ كطيْفٍ هائِمٍ
وتَلاشى كدُخانِ المُنْتَهى
*
وأراها كهَباءٍ ضائِعٍ
يَتوارى ولمَوْتٍ دَرْبُها
*
يا هُدى الإنْسانِ يا نورَ الوَرى
تاهَتِ الأبْصارُ في إبْصارِها
*
طافَتِ الروحُ بكوْنٍ مُطلقٍ
ثمَّ عادَتْ مُسْتَباحاً سِرَّها
*
بفؤادٍ لاعِجٍ صَوْبَ الهَوى
باحَتِ الأيّامُ قولاً عِندَها
*
فَسلامٌ صادِرٌ مِنْ مُهْجَتي
لحَبيْبٍ بثَنايا نَبْضِها
*
آيةُ العِرْفانِ مِنْ نَبْعِ اسْتوى
ما غَوى فيها ولكنْ هَزَّها
*
قوّةُ الإدْراكِ تَأويلُ انْطوى
في خَبايا كَلماتٍ كُنهُها
*
إسْتفاقَ الليلُ أوْ جُنَّ الدُجى
كوْكَبُ الإشْراقِ أرْدى نَجْمَها
*
وعلى الآفاقِ حامَتْ مَوْجَةٌ
تَتواصى بضِياءٍ حَفَّها
*
نَبْضَةٌ فيها وروحٌ داهَمتْ
رَمْزَ طينٍ ذاتَ يوْمٍ وَدَّها
*
فتَعلمْ كيْفَ تُسْقيها السَنى
وتَدَعْها يَتباهى عَرْشُها
*
وتكلّمْ بلسانٍ واضِحٍ
وتَساقى برَحيقٍ أوْ بها
*
إنَّها نَبعُ عَبيرٍ عابقٍ
وأريجٌ يَتسامى بَيْنها
*
ومِنَ السّلاّفِ فيضُ المُشتهى
سالَ ضوءً بشعاعٍ مَدَّها
*
يا حَبيبَ الروحِ يا نوْرَ النهى
عِشْتَ فجراً بحَنايا صَدْرِها
***
د. صادق السامرائي