أوركسترا
عدنان حسين أحمد: "مراثي السماوة" تُدين السلطة وتضعها في دائرة الاتهام

كثيرة هي الأفلام التي أنجزها المخرج هادي ماهود عن مدينة السماوة وأبرز الأحداث التي وقعت فيها ولعله من بين المخرجين العراقيين القلائل الذين أنجزوا عددًا كبيرًا من الأفلام النوعية عن محافظته والأقضية والنواحي التابعة لها. ومن بين هذه الأفلام "في دائرة الأمن"، "سوق سفوان"، "روح السماوة"، "ساوة"، "الجدار" و "مراثي السماوة" وما سواها من أفلام وثائقية وروائية قصيرة.
يتميّز هذا الفيلم مثل غالبية أفلامه بالنَفَس التحريضي والاحتجاجي الذي ينبع من التوعية والتنوير الثقافي والمعرفي فحتى المواطن العادي من أصحاب المهن الحُرة، والباعة المتجولين، والناس الذين يرتادون المقاهي يحلِّلون الأحداث التي تقع والأخبار التي يسمعونها ليلَ نهار ويبدون آرائهم المنطقية والمعقولة بها. فثيمة هذا الفيلم الرئيسة تتمحور على "تفجير سيارتين ملغّمتين جاءتا من العاصمة بغداد وتفجرتا في قلب مدينة السماوة وراح ضحيتها 50 قتيلًا و 80 جريحًا من عامة الناس وفقرائهم علمًا بأنّ السماوة تعد المحافظة الأكثر أمنًا بين المحافظات والمدن العراقية".
لا تقتصر الثيمة على هذين التفجيرين الإرهابيين وإنما تمتدّ إلى سجن " نقرة السلمان" الذي يُعتبر المنفى الصحراوي الذي تحتجز فيه الحكومات السابقة السياسيين المناهضين لأفكار وتوجهات الأنظمة القمعية والدكتاتورية المتخلفة التي تُصادر الحريات العامة والخاصة للسياسيين على وجه التحديد وللمثقفين العراقيين بشكل عام. ومن يتابع أفلام هادي ماهود الوثائقية والروائية القصيرة سيلمس شجاعته في تعرية المسؤولين في الحكومة المحلية أو المركزية، فلم يسلم منه أي مسؤول سواء أكان مُحافظًا أم رئيسًا لمجلس المحافظة أم ضابطًا في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية أم نائبًا في البرلمان وما إلى ذلك من مناصب حسّاسة ومهمة تترك أثرها الكبير إذا ما أغراها جشع المناصب، وسقطت في خانق الفساد، وتلاعبت بمقاليد الأمور.
لا تتكشّف ثيمة الفيلم برمتها ما لم نتوقف عند مجمل الشخصيات التي تراوحت بين المسؤولين في الحكومة المركزية والمحلية وبين الشخصيات الأخرى التي تنتمي إلى طبقات وشرائح اجتماعية متعددة من بينهم الطبيب، والشاعر، والناشط المدني، والمتقاعد، وصاحب المحل وما إلى ذلك. يعتمد المخرج هادي ماهود على تقنية الفويس أوفر "التعليق الصوتي" و "الرؤوس المتكلمة" التي تُدلي بدلوها وتُفصح عن أفكارها وقناعاتها الفكرية والسياسية من دون خشية أو تردّد أو خجل. وبما أنّ مدة الفيلم 18 دقيقة فمن المُستحسن أن نتوقف عندها جميعًا لأن يد المونتير المُرهفة قد شذّبت الترهلات الزائدة في هذا الفيلم الاستقصائي الذي يقول أشياء كثيرة من دون أن يقع في فخ الإسهاب والإطناب.
يستهل المخرج فيلمه بمقطع شعري جميل لقصيدة "سيدة النهر" للشاعر الكبير الراحل سعدي يوسف تنطوي على إشارة إلى السماوة؛ المكان والمنفى يقول فيها: "توهّمتُ نخل السماوة، نخل السماوات حتى حسبتكِ عاشقة فانتظرتُ النهار الذي يطلعُ النجم فيه".
نقرة السلمان وسماء اليسار العراقي
تلعب تقنية "الفويس أوفر" دورًا مهمًا في بناء الهيكل العام للفيلم خاصة في جُملتيه الاستهلالية والختامية حيث يركز التعليق الصوتي الأول على أشياء كثيرة من بينها قلوبنا، نحن المتلقّين، أولًا، "وأفياء نخيل حسين نعمة، وسماء اليسار العراقي في سيدة سعدي يوسف حين تشغله مواويل حنين غربته لذكريات نقرة السلمان". يتعالق المخرج كلّما دعت الضرورة مع أغانٍ بدوية أو كوردية أو تراثية عربية ذات طابعٍ مديني أو ريفي بحسب الحاجة التي يستدعيها السارد ويقول كلامًا دالًّا مُعبِّرًا يثير المشاعر والأشجان. فلقد "كتب سعدي يوسف أشعاره على جدران السجن فيما رسم عبدالله كوران على طابوقه الكلسي أناشيده الكوردية المُغنّاة حنينًا إلى الينابيع، والقمم العالية، ونايات الرعاة. وبين الأغنية والقصيدة مسافة الطريق ذاتها مشاها ملك أوروك كلكامش وهو يئن من خيبة عودته بدون خلودٍ ومن غير تفاحة الجنة المتمناة ولهذا بقي فقراء السماوة يشيّدون أحلامهم على أمل الوعود بإنجاز شيء يطوِّر وينمّي المدينة التي لم تلد أرحامها سوى خبز البطون الجائعة وبنادق الثوّار". لقد عاد بنا المخرج إلى كلكامش، ملك أوروك الباحث عن الخلود، ثم عرّج على سعدي يوسف وعبدالله كوران ليفتح لنا الطريق إلى أناس السماوة البسطاء الطيبين ونهرها الهادر، وبساتينها الغنّاء فلا غرابة أن نسمع مقطعًا من أغنية تقول: "خضرة وبساتينا شموع الحياة، السماوة الحاضنة أحلام الفرات". فالسماوة مرثية أودعتها سومر عند جبين النهر. ومن خضمِّ هذه التجليات التاريخة والشعرية تستضيف كاميرا المخرج شخصًا يقف على حافة الجنون أو التطرف الفكري حيث يقول كلامًا لا ينتمي إلى روح العصر ولا يمكن أن يتقبّله حتى الإنسان البسيط الذي حُرم من الجلوس على مقاعد الدراسة الابتدائية حيث يقول:" السكائر حرام، والدومنة حرام، ولاعب الدومنة حسب ما يقول "السيد" كأنما يلعب على فرج أمه أربعين مرة على باب الكعبة فتبطل صلاته"! لا أدري من أين جاء هذا الرجل الساذج بهذه الأخاليط والترهّات وأذاعها بين الناس من دون مراجعة أو تمحيص، ومن هو هذا "السيد" الذي حرّم السكائر، ومنع لعبة الدومينو وشبّهها باللعب على فروج الأمّهات؟!
غزلان المحافظ تسرق الكهرباء الوطنية
على الرغم من معاناة المواطن "السِماوي" إلّا أنّ المسؤولين في المدينة والعاصمة لم يكلفوا أنفسهم عناء الاهتمام بها وتقديم الخدمات لأبنائها. فمثلما قصفتها الطائرات الأطلسية، وسرقت الحروب شهداءها، وأكل الجوع بطون أبنائها الخُلّص هجرها المسؤولون وطعنوها في الصميم حيث يتناقل المواطنون:"أنّ محافظًا للسماوة لديه أكبر مزرعة لتربية الغزلان في بستان له في قضاء الرميثة، وأنه مدّ أعمدة الكهرباء على جانب الطريق الصحراوي الواصل بين السماوة ونقرة السلمان كي تصل الطاقة الكهربائية لمزارعة بينما تعاني أحياء السماوة من شحة في الكهرباء الوطنية". فأي ظلم وعَسف يوقعهُ المحافظ بأبناء جلدته؟ ولا غرابة في ذلك لمن يأتمن الخائن، ويضع ثقته بالإنسان غير الأمين الذي يفضّل مصلحته الشخصية على مصالح عامة الناس. وفوق كل هذه المعاناة تأتيهم السيارات المُلغمّة ويختار أصحابها الأمكنة الرخوة لتتفجّر بين الناس البسطاء في الكراج الموحّد. يتساءل معظم الناس مُستغربين عن كيفية وصول هاتين السيارتين المفخختين رغم وجود الكثير من السيطرات ونقاط التفتيش المبثوثة بين بغداد والسماوة وحينما تتعذر عليهم الإجابة الوافية والشافية يتهمون الحكومة بتنفيذ هذه التفجيرات المروّعة. إذا كان هذا الفيلم ينطوي على شخصية ساذجة ومتطرفة تحرّم الغناء والدومينو وكرة القدم فإنّ هناك شخصية ثانية "تتنبأ" بحدوث التفجيرات إذ أبلغ هذا الرجل مدير الشرطةَ بأنّ هناك انفجارًا سوف يحدث بعد يومين لكنه ردّ عليه:"وما علاقتك أنتَ بالتفجيرات؟". وحينما يسأله المخرج : هل أنتَ عنصر استخباري؟ يرد بالنفي ولكنه يدّعي بأنه قوة الحدس لديه مرهفة وعالية جدًا وهو لا يشبه الإنسان الأبله الذي يمشي في السوق ببلادة غير معهودة.
لا يجد علي لفتة المُرشدي، عضو مجلس النواب عُذرًا أو طريقة لتبرير هذين الانفجارين فهو يقرّ ويعترف بملء الفم بأنّ قيادة عمليات الرافدين في المثنى قد تلقّت معلومة مفادها أنّ هناك سيارات مفخخة قادمة من "النخيب" قد تدخل إلى المحافظة وكانت القوات الأمنية كلها على علم بهذا الخبر لكن المعنيين لم يتخذوا إجراءاتٍ احترازيةً فانفجرت السيارتان في الأماكن المرسومة سلفًا. ولأنّ عدد الضحايا والمصابين كبير جدًا إذ بلغ عدد القتلى 50 شهيدًا، بينما وصل عدد المُصابين إلى 80 جريحًا الأمر الذي دفع الناس وحرّضهم للخروج بتظاهرة تحمل لافتة تُدين الانفجار وتحمِّل الحكومتين المحلية والمركزية مسؤولية هذا الحادث الأليم الذي أفجع 130 عائلة غالبيتهم من الفقراء الذين يعتاشون على كدّ اليمين وعرق الجبين. يتعالق المخرج هادي ماهود في هذا الفيلم القصير الذي تبلغ مدته أكثر من 17 دقيقة بقليل لكنه يتعالق مع القصيدة تارة، ومع الأغنية تارة أخرى، ويتلاقح مع الشعارات الوطنية حينًا ومع الهتافات الحماسية حينًا آخر، ولا يجد المخرج ضيرًا في أن يستدعي بصيغته البانتومايمية المبررة التي جاءت بعد مشهد اللافتة التي يحملها مظاهر محتج كُتب عليها:"حِدادًا على شهداء السماوة . . علينا ألّا نقف دقيقة صمت واحدة، بل نتحوّل إلى تماثيل" ثابتة لا تريم. وسوف يتكرر هذا المشهد الإيمائي الصامت مرتين لتأكيد هذا الحِداد الاحتجاجي على قتل الناس بدم بارد والاستهانة بأرواحهم البريئة.
كانت الأمور تحت السيطرة لكن سبق السيف العذل
كثيرون أولئك الناس الذين يعتقدون بأنّ السلطة المُمثلَة بالأحزاب السياسية هي المسؤولة عن هذه التفجيرات، فليس الشاعر سعد سباهي هو الوحيد الذي يتهم الأحزاب السياسية بأنها تقف وراء هذه التفجيرات عقابًا لهذه المدينة التي رفضتهم وأدارت ظهرها لهم. وإنما هناك العديد من الناس البسطاء من رواد المقاهي الشعبية كانوا يقولون بالفم الملآن بأنّ الحكومة وأحزابها السياسية التي تقف وراء هذه العمليات الإرهابية. يعترف قائد عمليات الرافدين بأنه أرسل كُتبًا رسمية إلى قائد شرطة المثنى قبل ثلاثة أيام من دخول السيارات المفخخة لكنهم لم يتخذوا أي إجراء احترازي إلّا في الدقائق الأخيرة على اعتبار أن الأمور كانت تحت السيطرة لكن السيف سبق العذل وحدث ما لا يمكن استدراكه.
لا يقبل فالح حسن سكر، محافظ المثنى الطعن بالأجهزة الأمنية والتشهير بها سواء في الأفلام الوثائقية أو في وسائل الإعلام كافة رغم التبجح بحرية الرأي والتفكير. فهو ينفي المعلومات القائلة بأنّ هناك عجلات مُفخخة مرّت بنقاط التفتيش بمرافقة أجهزة أمنية، ودمغَ هذا الكلام بأنه غير دقيق وعارٍ عن الصحة. وأكد على ضرورة احترام الأجهزة الأمنية ومراعاة هيبة الدولة. وأنّ الإعلام نصف المعركة التي تشنّها على الإرهاب بمختلف أشكاله وتسمياته.
يؤكد الناشط المدني داوود الأعاجيبي بأنّ التقصير حسب التصريحات المُعلنة كان تقصيرًا حكوميًا وإلّا كيف تقطع السيارات المفخخة مسافة 300 كم من دون أن تُفتَش؟ بينما يتذمّر أحد المواطنين الجالسين في المقهى ويسقط في دائرة الانفعال ويدعو من الله الذي أنقذهم من صدام أن يخلّصهم من هذه "النفايات" وأنه ليس لديه غير هذا الكلام!
ترويج الأكاذيب والخزعبلات المتطرفة
يعود الشخص المتطرّف الذي يقف على حافة الجنون ليُغرقنا بجهله ويقول بأنّ الطبيب "كلاوجي" أي نصّاب، يخدع المرضى ويعطيهم علاجًا مُهدئًا لا غير و "يقشمرهم" أي يضحك عليهم. ويجد أن العلاج يكمن في الصلاة وقراءة القرآن، وأنّ السكائر والدومينو والأغاني ولعب كرة القدم لهو وحرام، وكل حرام ينتهي إلى جهنم. يتصدى المثقفون والأطباء وحملة الشهادات لهذه الخزعبلات والطروحات المتطرفة والأكاذيب التي يروّجها السُذّج حيث ينتقد الشاعر سعد سباهي أحد السياسيين الإسلاميين الذي قال:"نحن جئنا بانتخابات والذي يرفضنا سوف يحوّل العراق إلى جنهم" وكأنه هو الذي سيقرر لاحقًا من يدخل جهنّم أو لا يدخلها!
يجمع المخرج هادي ماهود في هذا الفيلم بين المحافظ، والنائب، ووزير الدفاع، والناس البسطاء بمختلف خلفياتهم الثقافية والاجتماعية حيث نستمع إلى وزير الدفاع خالد العبيدي الذي يقول:"أوعزنا بتشكيل لجنة تحقيقية فورية ستنجز عملها خلال سبعة أيام، وسنصل إلى حقائق الأمور، وسنكون واضحين وشفّافين مع شعبنا العراقي وأهلنا في السماوة، وسيتمّ كشف نتائج التحقيق ومحاسبة المقصِّر مهما كان موقعه على وفق القوانين والأنظمة".
ثمة لافتة تُدين الفساد المستشري، وتنتقد سياسة التحاصص التي ضربت وحدة العراق في الصميم حيث تقول:"دماء ضحايا التفجيرات الإرهابية في أعناق قوى الفساد والمحاصصة". إما الهتافات فهي الأكثر تحريضًا على الاحتجاج وشحذ الهمم من بينها الهتاف الذي يقول:"أترك التنظير وتخوت الكهاوي / يلّا يلّا يا شعب / الوطن مجروح مِحتاج اليداوي".
أمّا الدكتور عدنان عباس من تنسيقية محافظة المثنى للتظاهرات فيعزّي أهالي السماوة وخاصة منطقة "الشرجي" التي استشهد فيها الأطفال والنساء والرجال بالتفجير الإرهابي القذر الذي ساعدهم فساد البرلمانيين والمسؤولين الذين لم يمت أحد من أبنائهم لأنهم يستجمّون في البلدان الأوروبية ويعتاشون على الأموال المنهوبة من الشعب العراقي.
كلكامش يبكي على شهداء السيارات المفخخة
يختم هادي ماهود فيلمه بالتعليق الصوتي الأخير الذي يقول فيه:"بين السماوة ومرثية سعدي يوسف وحسين نعمة تظل السماوة المدينة التي غسل خدّها كلكامش بدموعها ولم ينل فيها سوى البكاء على خِلّه أنكيدو وشهداء السيارات المفخخة".
لا بدّ من الإشارة إلى أننا قد خفّفنا من بعض الكلمات النابية التي تفوّه العامة من الناس أو ممثل تنسيقية التظاهرات في السماوة وأناس آخرين سقطوا في دائرة التوتر والانفعال جرّاء ما حدث لهم من انفجارات هزّت مشاعرهم وضمائرهم فقالوا ما قالوه عن الأحزاب السياسية والمسؤولين في الدولة والبرلمان الذين يزعمون، هم قبل غيرهم، بأنّ النظام الجديد هو نظام برلماني ديمقراطي مُنتخب يضمن الحُريات الشخصية والعامة، ويسمح بحرية الرأي والتفكير وما إلى ذلك من ادعاءات تتنافى مع واقع الحال القائم على التحاصص، وقمع الحريات، وسرقة المال العام جهارًا نهارًا، وإذا تطاول البعض من المقموعين والمسروقين والمتضررين من التفجيرات والانفلات الأمني فهذا جانب من حقوقه القانونية التي ضمنها الدستور العراقي الذي كُتب في ظل الاحتلال وتضمّن الكثير من النواقص والاختراقات التي يعترف بها البرلمانيون العراقيون قبل غيرهم فلا غرابة أن يسقط المواطن العراقي المظلوم في دائرة الاحتجاج ولا غروَ في أن يحرّض بعضهم بعضا على التظاهر أو الاحتجاج أو الاعتصام المدني السلمي الذي قد يُفضي إلى خطوات تصعيدية تصل إلى استعمال العنف حينما تتمادى أجهزة السلطة ويصل بها الحدّ إلى الانتقام من الشعب بطرق غير قانونية أقلّها قطع الماء والكهرباء والخدمات الضرورية الأخرى أو اللجوء إلى "العنف المُضاد" كما يعتقد الكثير من المواطنين بأنّ السلطة السياسية تمارسه إذا خسرت كل أوراقها ولم يعد لديها ما تراهن عليه سوى معطيات الورقة الطائفية التي تُخدِّر الناس، وترسِّخ جهلهم، وتضربهم في الصميم.
***
عدنان حسين أحمد - لندن