أوركسترا
ابراهيم خليل الحلي: ما هي الديانة البهائية ومن هم البهائيون؟
البهائية إحدى الديانات العالمية، ودعا لهذه الديانة شاب إيراني يدعى علي محمد الشيرازي، الذي لقب نفسه بالباب، منذ عام 1844 وبشر بأن رسولا سيأتي قريبا من الله. كما أكد على استمرار الرسالات الإلهية وأنه واحد في سلسلة الرسل التي تضم محمدا وموسى والمسيح. ويحيى.
ايمانهم
الديانة البهائية جديدة العهد فقد تأسست سنة 1844
* يؤمنون بوحدانية الله: هناك إله واحد فقط، هو الله. الذي هو مصدر كل الخلق.
* وحدة الدين: جميع الديانات الكبرى لديها نفس المصدر الروحي، وتأتي من نفس الإله.
* وحدة الإنسانية: جميع البشر قد خلقوا متساوين، إلى جانب الوحدة في التنوع، حيث يتم النظر إلى التنوع العرقي والثقافي كونه جدير بالتقدير.
في عام 1852، قال أحد أتباع الباب، والذي ولد باسم ميرزا حسين علي عام 1817 في إيران، إنه شاهد في السجن رؤيا أنه الرسول الذي بشر به الباب ولقب نفسه بهاء الله. وفي عام 1863 أسس لهذه الديانة.
وتعرض بهاء الله للنفي عدة مراتكانت حكومة الأسرة القاجارية في فارس قد لاحقت أتباع "الباب" فسجنت "بهاء الله" الذي يعتبر مؤسس "الديانة" البهائية، ثم نفته وعائلته إلى بغداد، ثم نقلته السلطات العثمانية إلى إسطنبول، ثم أدرنة، ثم انتهى به المطاف عام 1868، بعد ست سنوات من التنقل في المنفى، إلى عكا لتصبح منفاه الأخير. سجن "بهاء الله" في قلعة عكا، وبعد أن أطلق سراحه عام 1877، أقام في المزرعة، شمال شرق عكا، وبعد أن أمضى سنتين في المزرعة انتقل ليستقر في قصر يدعى "البهجة" استأجره من صاحبه ومكث فيه حتى وفاته عام 1892. فتولى ابنه عباس أفندي الملقب بـ"عبد البهاء"، ليخلفه في زعامة البهائيين حسب وصية والده، وعينه في الوقت نفسه، المفسر الوحيد لتعاليمه. وكتب في تلك الفترة "الكتاب الأقدس" أهم الكتب لدى أتباع هذه الديانة وتوفي عام 1892.
عبد البهاء
الكتاب الأقدس.. الكتاب الأم لـ البهائية ولماذا انقسموا بعد موت "عبد البهاء"
يعتبر ميلاده كشخصية مثيرة فى التاريخ، خاصة تاريخ الشرق، هو عبد البهاء، مؤسس ما يطلق عليه "البهائية" حيث ولد فى شهر مايو من عام 1844، وفى "البهائية" التى هى "خليط" من الأديان، هناك ما يسمى الكتاب "الأقدس".
والكتاب الأقدس جاء فى مقدمته أنه "أمّ الكتاب فى الدين البهائى، ويشتمل على الحدود والأحكام والنّصائح وأسس تشييد مؤسّسات ستعمل على إيجاد نظام عالمى مبنى على مبادئ روحانيّة وأخلاقيّة. إنّه أحد آثار حضرة بهاء الله الغزيرة التى تؤلّف ما لا يقل عن مائة مجلد لو جمعت، وتمسّ مواضيع شتّى كالأحكام والمبادئ المتعلّقة بسلوك الفرد والحُكم والمجتمع، والكتابات العرفانيّة فى رقى الأرواح ورحلتها الأبديّة نحو الله بارئها.
وتُعتبر الآثار الكتابيّة المتعدّدة لحضرة الباب، وألواح حضرة عبد البهاء وتفاسيره ورسائل حضرة شوقى أفندى وتفسيراته مصادر مقدّسة بالنّسبة للبهائيّين.
وكذلك فإنّ البهائيّين يعترفون ويحترمون كتب جميع الاديان كالكتاب المقدّس والقرآن الكريم والكتب المقدّسة لسائر الأديان السّماويّة الأخرى على أنّها آثار مقدّسة.
ووفقًا لطبيعة البشرية وعقب رحيل المؤسس، دائمًا ما ينقسم تلاميذه وهو ما كان فى البهائية، رغم وصية بهاء الله على ألا ينقسم البهائيون بعد موته، وتكون ولاية أمر الدين من بعده للغصن الأعظم، إلا أن البهائيين انقسموا فور موت بهاء الله، فكان بداية الانقسام بين ابنى البهاء "عبد البهاء عباس" و"ميرزا محمد على"، فكل منهما زعم أنه الغصن الأعظم الذى وصى به بهاء الله أن يكون مركز أمر الدين البهائي، فحدث الخلاف بين عباس عبد البهاء وأخيه غير الشقيق محمد على أفندى.وقد أيدت الغالبية العظمى من البهائيين عباس أفندى.
الأعياد عند البهائيين
الأعياد الرئيسية عند البهائيين هي: العيدان الأعظمان، والعيدان الآخران (عيد المولدين). وهذه هي الأعياد الأربعة الرّئيسة في التّقويم البهائيّ.
العيدان الأعظمان هما:
أوّلاً: عيد الرّضوان، ومدته اثنى عشر يومًا؛ وفيه يحتفل البهائيّون بتمجيد ذكرى إعلان "حضرة بهاء الله" دعوته في حديقة الرّضوان ببغداد خلال اثني عشر يوماً من شهري نيسان (أبريل) وأيّار (مايو) 1863م، وقد وصف "حضرة بهاء الله" هذا العيد بأنّه "سلطان الأعياد".
وثانياً: عيد ذكرى إعلان "حضرة الباب" دعوته في شهر أيّار (مايو) 1844م بمدينة شيراز؛ ومدته يومًا واحدًا.
ويحرّم على البهائيين العمل في اليوم الأوّل، والتّاسع، والثّاني عشر من عيد الرّضوان، وكذلك يوم إعلان "حضرة الباب" دعوته.
العيدان الآخران هما:
يوم مولد "حضرة بهاء الله"، و"يوم مولد حضرة الباب": ويقع العيدان وفقاً للتّقويم الهجريّ في يومين متتاليين؛ فيصادف مولد "حضرة بهاء الله" الثّاني من شهر المحرّم 1233ه الموافق 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 1817م، ويصادف مولد "حضرة الباب" اليوم الأوّل من الشّهر نفسه 1235ه الموافق 20 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1819م ولهذا يطلق عليهما "عيد المولدين".
عيد النيروز:
كلمة النيروز (أصلها فارسي؛ نوروز؛ وتعني حرفيًا "اليوم الجديد"). وعيد النيروز هو من أعرق الأعياد التي عرفتها البشرية؛ وقد ارتبط بحلول الاعتدال الربيعي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية؛ وتعددت وتنوعت أشكاله بتنوع الحضارات والعقائد والثقافات والعادات؛ وتشترك في الاحتفال به سنوياً العديد من دول العالم.
أما في الدين البهائي، فهو وفق "التقويم البديع" عيد حلول اليوم الأول من السنة البهائية الجديدة، ويأتي بعد نهاية صيام البهائيين شهر العلاء. وهو أحد الأيام البهائية المقدسة التي يُعلقُ فيها العمل. ويتم عادة إحياؤه باجتماع للدعاء والاحتفال؛ وعادة ما يشمتل على تناول فطور الصيام أو العشاء منذ الغروب الذي يبدأ بعده يوم النيروز مباشرة؛ أي من نهاية اليوم الأخير للصيام.
الصلاة عند البهائيين
ثلاث صلوات كبرى وصغرى ووسطى، وأى صلاة تغني عن الأخرى. والصلاة فردية ولا توجد صلاة جماعية إلا على الموتى فقط.
الزواج
نظام الزواج البهائى يتم بخطبة لا تزيد مدتها على 15 يوما، ثم تقدم شهادة طبية بخلو الزوجين من الأمراض الخطيرة حفاظا على النسل، ويدفع مهراً مقداره 19 مثقالا من الذهب في المدن ومن الفضة في القرى، وبحد أقصى قدره 95 مثقالا، ثم تسجل وثيقة الزواج في وثيقة بهائية لتسجل في المحافل، فإن كل زوج يحتفظ بواحدة، ويوجد طلاق ولكنه أبغض الحلال ويقع بعد سنة من الخلاف بين الزوجين ولم يتم التصالح بينهما.
ويحرم الدين البهائي تعدد الزوجات.
اين يتواجد البهائيون؟
في بداية الأمر لم يكن لدى البهائيين أتباع سوى في الدولتين الفارسية والعثمانية ثم بدأوا ينتشرون في الغرب مع بداية القرن العشرين.
وتتفق معظم المصادر على أن تعداد البهائيين في الهند وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وجزر المحيط الهادي قد جاوز بكثير تعدادهم في إيران وباقي بلدان الشرق الأوسط.
رغم ذلك فإن البهائية تعدُّ من أكبر الديانات من ناحية الانتشار الجغرافي، حيث يقدر عدد أتباعها بـ7 ملايين شخص يتواجدون في 247 دولة حول العالم.
تواجدهم في فلسطين
رغم أنه لا يوجد عدد دقيق وحاسم بأعداد البهائيين في الدول العربية والإسلامية ومنها فلسطين لأنهم غير مسجلين كأتباع لهذه "الديانة"، فإنه يعتقد بأن البهائيين موجودون في كل دول العالم، وأن عددهم في الهند، كما يقول البهائيون أنفسهم، يتجاوز المليون شخص، كما توجد أعداد كبيرة منهم في الولايات المتحدة الأمريكية وفي آسيا وأفريقيا.
وتنتشر البهائية في أكثر من 183 دولة في أنحاء العالم ويبلغ عدد البهائيين ما بين 6 ملايين و8 ملايين شخص.
على الرغم من اعتبار فلسطين، وخاصة مدينتي عكا وحيفا، "مهجة" البهائيين و"قبلة أفئدتهم" إلا أن وجودهم في فلسطين محدود بالمقارنة مع وجودهم الكثيف في بلدان كالهند وإيران ودول أفريقية وبعض المدن الأمريكية.
ويعود تواجد البهائيين في فلسطين إلى واقعة نفي مؤسس البهائية "بهاء الله" وبعض أتباعه إلى مدينة عكا عام 1868، من قبل السلطان العثماني وسجنه في سجن القلعة في المدينة.
وبوفاة "بهاء الله" عام 1892 فإنه دفن في ضواحي عكا ليتحول الموقع إلى مزار لأتباعه.
وفي عام 1909 وحسب وصية "بهاء الله"، فقد دفن رفات "حضرة الباب" الذي "بشر" بمجيء "بهاء الله"، على سفح جبل الكرمل في مدينة حيفا. وبسبب "قدسية" هذه الأماكن لدى البهائيين، فقد استمر تواجد ذريتهم في فلسطين التي ما زالت تضم المقر الإداري العالمي للبهائيين. ويتواجد البهائيون في جملة دول من ضمنها: ايران، فلسطين، العراق، مصر، الكويت، البحرين.
التقويم البهائي
للبهائيين تقويمهم الخاص، فسَنتهم مكوّنة من 19 شهراً وكل شهر مكوّن من 19 يوماً، بينما تسمى الأيام الأربعة في "السنة البسيطة" أو الخمسة في "السنة الكبيسة" اللازمة لإكمال أيام السنة بـ"أيام الهاء"، ولا تحتسب ضمن الأشهر بل تقع قبل الشهر الأخير وهو شهر الصيام.ويصومون واحد وعشرون يوماً
أسماء الأشهر وكذلك أسماء الأيام تحكي عن بعض الصفات الإلهية وهي: (شهر البهاء، شهر الجلال، شهر الجمال، شهر العظمة، شهر النور، شهر الرحمة، شهر الكلمات، شهر الكمال، شهر الأسماء، شهر العزة، شهر المشية، شهر العلم، شهر القدرة، شهر القول، شهر المسائل، شهر الشرف، شهر السلطان، شهر الملك، شهر العلاء)
تحياتي لكم
الاعلامي خليل ابراهيم الحلي
رئيس تحرير صحيفة العهد / سدني