أقلام حرة
شدري معمر علي: ورش الكتابة الإبداعية بين تعليم المهارات وبيع الوهم
قرات مقالا يوجه فيه الكاتب انتقاده لأصحاب الدورات والورشات التدريبية حول الكتابة الإبداعية، لأن الكتابة الإبداعية حسب الكاتب هي موهبة ربانية لا يتعلمها الإنسان..
ذكرني هذا الجدل بمقولة الشاعر الداغستاني الكبير رسول حمزاتوف فيما معناها: " إن المدرسة يمكن أن تخرج لنا طبيبا، مهندسا، استاذا، لكن الشاعر من صنع الله وحده " ...اي إن الموهبة لا تكتسب بالتعلم والتدريب وعن طريق الورش والدورات...
يقول الروائي حجي جابر في مقال له بموقع الجزيرة بعنوان " جدل ورش الكتابة الإبداعية":
"القول إن ورش الكتابة لا تصنع مبدعا، هذا قول سليم، إذا ما نظرنا إلى الأمر كخط إنتاج مصنعي، تدخل مواده الخام من جانب وتخرج مكتملة من الجانب الآخر. وفي هذه الحالة، ما الأمر الآخر الذي بإمكانه صنع مبدع على هذا النحو؟
في المقابل، ثمة من وقف منافحا عن الرواية كي يضمن ألا يتسرّب إليها ناقصو الموهبة والخيال والأدوات. تلك المنافحة قادتْ -من ضمن جملة أمور- إلى موقف صارم في رفض ورش الكتابة الإبداعية، كونها لا تعدو محاولات إنعاش يائسة لجثث فقدت أيّ فرصة في الحياة.
لي رأيٌ في فكرة حماية حرم الرواية والوقوف على بوابته في وجه "المتطفلين"، وما يحمله ذلك من تزكية للنفس وفرض لمنطقها وذائقتها، وافتراض مسبق لكون صاحب الفكرة، صاحبا للمكان، فيما الآخرون وافدون عليه. لكني هنا سأتجاوز رأيي في ذلك لأدخل مباشرة في الحديث عن تلك الورش الإبداعية التي وإن بدا أنّ رافضيها يقفون على أرضية واحدة، فإنهم -وفق ظني- ينطلقون من أسباب شتى.
أول أسباب الرفض، هي القول إن ورش الكتابة لا تصنع مبدعا، وهذا قول سليم، إذا ما نظرنا إلى الأمر كخط إنتاج مصنعي، تدخل مواده الخام من جانب وتخرج مكتملة من الجانب الآخر. وفي هذه الحالة، ما الأمر الآخر الذي بإمكانه صنع مبدع على هذا النحو؟ الحقيقة لا شيء! لا شيء بمقدوره تحويل الأشخاص العاديين بضغطة زر إلى روائيين مبدعين، لا القراءة المكثفة ولا مرافقة الكُتّاب، ولا غيرها من الوسائل"
رغم ان هذه الورش منتشرة في أمريكا وتقدم في الجامعات وتمنح لها الشهادات وأنا في نظري هناك فائدة وحيدة يكتسبها المبدع الشاب الذي هو في بداية الطريق هو اكتسابه مهارات وفنيات تساعده على تجويد عمله الإبداعي ولن تخلق منه كاتبا فالكتابة كما قلت هي قراءة جيدة متبصرة وتجربة عميقة في الواقع ومكابدة روحية وتحليق في عوالم نورانية مشرقة..
***
الكاتب: شدري معمر علي







