أقلام حرة
صادق السامرائي: النفط والبشرية!!
القرن العشرون عصر النفط بلا منازع، وبواسطته بلغت الدنيا ما عليه من مراتب حضارية، فهو سيد الطاقات والقدرات، ومنه إنبثقت المبتكرات المعتمدة عليه، وخصوصا المحركات بأنواعها. فالحياة قائمة على ثلاثة مرتكزات، الماء والهواء والنفط، وبدونها تنتفي وتبيد.
وبما أن الربع الأول من أي قرن يحدد مسارات عقوده المتبقية، فأن القرن الحادي والعشرين سيتواصل في كونه عصر النفط، ولن تنتصر عليه البدائل الأخرى بسهولة، فالإستعاضة عن النفط والحفاظ على ذات المستوى التفاعلي، بحاجة إلى زمن طويل قد يتجاوز القرن الحالي ويذهب إلى القرن التالي.
الطاقات البديلة كالكهرباء والماء والرياح والطاقة الشمسية ليس من السهولة تحويلها إلى قوة بذات الكفاءة النفطية.
وهذا يعني أن النفط سيبقى قلب الحياة النابض لعدة عقود قادمات، ولن تستطيع الدنيا التخلي عنه مهما حاولت وتوهمت، وقيمته ستزداد لزيادة الطلب وقلة العرض، والقول بنضوبه ربما ممكن رياضيا، وأشبه بالمحال بالحسابات الكونية، لأن الأرض لا تجور على خلقها، وتسعى لتوفير ما يساهم في بقائهم.
النفط يعبر عن إرادة النار مثلما الشمس وبدونهما لا وجود للحياة، فالنار المستعرة في قلب الأرض تتحول إلى نفط بصهر المواد العضوية، ولهذا تقل البراكين في الأراضي النفطية وتكثر في المناطق التي يندر فيها النفط أو ينعدم.
فهل ستستثمر الدول النفطية عائداته بما ينفع الناس؟
من المرجح أن تبقى عجلة الإستحواذ المقتدر على منابع النفط من قبل القوى الكبرى في دورانها المتسارع، وستتحول مناطقه إلى بؤر تصارعية بين الدول التي تحرك إقتصادها طاقة النفط، المؤثرة في مسيرة أجيالها والطالعة نحو آفاق رحبة متجددة تزدحم فيها إبتكارات العقول، ويتالق دور النفط كمحرك أساسي لخطواتها الإبداعية الأصيلة.
فكيف ستكون الحياة المعاصرة والمقبلة بدون نفط؟
إنها ستشبه الدنيا بلا شمس!!
وهل للأرض قدرة الدوران بإتجاه معاكس لتضمن بقاءً متدحرجا على سفوح الهوان؟!!
إرادة أرضنا ترعى وجودا
وتمنح خلقها نفطا وقودا
فلا عجبٌ إذا امْتُهِنتْ بلادٌ
عطاءُ ترابها أرسى صمودا
بنفطٍ آلةُ الحربِ اسْتدامتْ
وما بَرحَتْ تُبادلنا الصدودا
***
د. صادق السامرائي






