أقلام حرة

صادق السامرائي: المدن ومؤرّخوها!!

لكل مدينة في الدنيا مؤرخون من أبنائها، يدوّنون ماضيها وحاضرها، ومدن الأمة معظمها بلا مؤرخين متخصصين بشؤونها، وهذه ظاهرة مدمرة للانتماء، ولاغية للإرادة الحضارية والمعرفية، فالذي لا يعرف مدينته يجهل وطنه.

في بلادنا مدن أسهمت في مسيرة الإنسانية، ولا تحفل بمؤرخين لها من أبنائها، كالبصرة والكوفة وسامراء والنجف وبغداد.

سيقول قائل ما هذا الكلام، أن المدن التي أشرت إليها كُتب عنها الكثير، والسؤال، هل يوجد فيها أعلام متخصصون بتأريخها الغابر والمعاصر، كما في مدينة الموصل – على سبيل المثال-

الموصل مدينة عريقة فيها مواطنون ينتمون إليها بصدق، وأوجدت مؤرخين بارعين ومتميزين، لا مثيل لهم في مدننا الأخرى.

ومدينة تأريخية كسامراء لا يوجد فيها مؤرخون معاصرون يكتبون بعمق ودراية وبحث علمي مستفيض.

وعلى شاكلتها مدن البلاد التي فيها لمسات الحضارات القديمة الأصيلة.

المطلوب من الأجيال الحالية أن تركز على مدنها، وتستثمر طاقاتها فيها لكي تكون بها، وتتطور بهم، ومن أهم الخطوات أن ينتشر الوعي في مجتمع المدينة عن تأريخ مدينتهم ودورها الحضاري والإنساني، وما عليها أن تتطلع به وتكون متألقة برسالتها، وأبنائها الغيارى على مسيرتها المتوثبة نحو العلاء.

فأين ثقافة المدينة ووعي تأريخها؟.

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم