أقلام حرة
حسن شنكالي: عندما يبكي الرجال
الإنسان بطبيعته مجبول من مجموعة من العواطف والمشاعر منها ماهو إيجابي ومنها ماهو سلبي وتتحكم في إيقاد فتيلها المواقف التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليوميه ومنهم من يكتم غيضه ومنهم من يبوح بها دون ارادة منه فتظهر علامات الحزن والفرح على محياه وأعظمها ذرف الدموع وحينها تكون الهموم قد فاقت الجبال وقد يتخذ بعض القرارات ويبدي تصرفات غريبة بناء"على تلك المشاعر والعواطف الآنية .
فالبكاء لا يعيب الرجل وليس دليلا"على ضعفه وانكساره بل على مدى إنسانيته وحبه لمن حوله وتصالحه من نفسه والدموع ليست مجانية فهو لا يذرفها إلا لأسباب قاهرة تدعو ذلك والدموع نعمة من الله على الإنسان فهي تغسل الألم ومشاعر الحزن لتقذفها خارج القلب والجسم .
يبكي الرجال لموت أمهاتهم وفقدان آبائهم وعند تزويج بناتهم ولمرض أبنائهم وفراق زوجاتهم وعند عجزهم لتأمين لقمة العيش الكريم وعند جحود الأبناء فضل آبائهم وتطاولهم عليهم عند كبرهم وعند التعرض للظلم وعدم القدرة على إظهار الحقيقة وفي حال عجزهم عن إيجاد حل لمشكلة مصيرية في حياتهم وعند الشعور بالندم بعد اكتشاف الخطأ وعند لقاء الأحبة بعد الفراق ويبكي الرجال على أوطانهم في الغربة ويبكي الرجال خشوعا"لله وخشية منه .
وعندما يبكي الرجال يتوارون عن الأنظار ولايبكي الا عندما يكون الأمر يستحق للبكاء عكس المرأة التي تتحكم في دموعها وتتباهى بها لان دموع المراة طوفان يغرق فيه أمهر السباحين ، والدموع ليس لها ثقل ولكنها اذا سقطت ازالت شيئا"بالقلب كان ثقيلا.
واجمل ما قيل عن البكاء (أعشق البكاء تحت المطر حتى لا يرى الناس دموعي).
***
حسن شنكال