أقلام حرة
صادق السامرائي: أبواب النار!!

التأريخ يخبرنا بأن تغيير النظام العالمي يتحقق بعد حرب كبرى، ويبدو أن البشرية تسير نحوها، وذلك "بزيادة ميزانياتها العسكربة، وببناء تحالفات بين دول وتشكيل محاور، وتنامي الصراعات العالمية، وإنطلاق الأزمات الإقتصادية والنشاطات الإحتكارية، فالإقتصاد العالمي عسكري، والحرب العالمية الكبرى بدأت إقتصاديا، والعديد من الدول الغربية أخذت تحث مواطنيها على تحزين الماء والغذاء، وتصاعد التوجهات التطرفية والعنصربة والقومية، وإنكماش التفاعلات الديمقراطية، والتنافس على الموارد وخصوصا مصادر الطاقة، والتصارع على العناصر النادرة، وما فعلته التكنلوجيا بإنجازاتها المتجددة، وتواصل البحث عن طرق ومسارات لتأمين التبادل التجاري وإدامة الإمدادات، وتعاظم الحروب النفسية والإعلامية وتأثير الإقتراب بين الشعوب عبر وسائل التواصل المتنوعة، وللذكاء الإصطناعي دوره في صناعة الواقعة".
فالأرض لا تحكمها قِوى متعددة، بل قوة وحيدة تهيمن وتستبد حتى تتغلب عليها قوة صاعدة، لتقوم بدورها بعناصر ما فيها من التطلعات والطاقات.
الدنيا على شفا حفرة من النار، وهي تتدحرج نحو الهاوية بتردد وإصرار، وكأن المواجهات بين قواها يسيرها شعار "أكون أو لا أكون"، "هيمنتي أو عليه وعلى أعدائي"، وتلك فاجعة ستمحق معالم الوجود الحضاري فوق التراب.
والتأريخ يحدثنا أيضا أن الربع الأول من أي قرن يكنز مؤشرات ومنطلقات عقوده المتبقية، وأفظع النكبات تحصل في ربعه الأول، وتمضي ككرة نارية يتطاير شرارها في أروقة المكان والزمان.
ستنجب الأيام ما حبلت به من عناصر الوعيد والتصارع الشديد، ولا يمكننا التكهن بما سيحصل، لكن لسان التأريخ يحدثنا عن أن البشرية في مسيرتها الطويلة ما إمتلكت سلاحا إلا وإستخدمته، وما لديها من الأسلحة المدمرة يفوق خيال كل مخلوق، فهل سنفني الأرض أم ستفنينا؟!!
قوةٌ تطغى وأخرى بَعدها
وكذا الدنيا أدامتْ مَجدها
كلّ أقوى لضعيفٍ إنتهى
وبهِ الأيامُ أبدتْ فعلها
أمّة عاشتْ وأعطتْ ما بها
إنّها كانتْ وأشقتْ عرشها
***
د. صادق السامرائي