أقلام حرة
صادق السامرائي: الشعر والكرسي!!

مسيرة الأمة منذ إنطلاقها كان لقادتها المولعين بالشعر دورهم المتميز وإنجازاتهم الكبرى، فالشعر بوصلة قيادية ومنارة إدراكية وخارطة رسالة واعية.
منذ دولة المدينة وللشعر دوره الإلهامي والتثويري والتنويري، وقدرته على التحدي والمواجهة المعززة بالبراهين والأدلة والحجج الدامغة.
وقبل إنبثاق الإسلام كان الشعر دستور السلوك، ومنطلق التفاعلات المعبرة عن الصراعات والتحالفات وغيرها من الآواصر والتنافرات.
وأعظم قادة الإمبراطوريات كانوا من الشعراء، أو المولعين بالشعر والمقربين للشعراء، ومنهم سليمان القانوني، والعديد من خلفاء الدولة الأموية والعباسية، ومعظم الخلفاء الراشدين.
فالقائد الذي لا يجيد الشعر لا ينجح في الحكم، والتأريخ أصدق مبرهن على ذلك.
الرئيس ماو كان شاعرا، فأطلق الصين بميادين العصر الجديد، وفي أوعية أفكاره نشأ جيل من القادة الذين تسنموا راية التقدم والإزدهار.
الكراسي الشاغرة من الشعر فاشلة الفعل ومصادرة الإرادة!!
لماذا الشعر من ضرورات القيادة؟
والجواب أنه يساهم في إتساع الرؤية من خلال التأمل والتبصر العميق والغوص الإمعاني في أروقة الحالة القائمة، والتحديات الدائمة.
فالروح الشاعرة متأملة ومفكرة وذات قدرات إستبطانية وإستشرافية، ويمكنها أن تبصر ما تتمخض عنه القرارات والإجراءات المتخذة إزاءها.
والشعر يعبر عن المشاعر والأفكار، وينمي الذوق الفني واللغوي والخيال، ويحافظ على الهوية والثقافة، ويعزز الإلهام وله تأثير إحتماعي وسياسي، ويمنح المتعة الروحية والجمالية.
فلماذا ينهرون اللغة ويناهضون الشعر، وهل يستوطن الكراسي الحجر؟!!
بشعرٍ إستنارت أمم وفازتْ
وشادتْ مجدها وبه اْسْتعانتْ
سُراة القومِ في غفلٍ وجهلٍ
إذا انْدثرتْ مواطنها وزالتْ
إذا شعروا بآلامٍ لشعبٍ
أصابوا علةً فيه تنامتْ
***
د. صادق السامرائي