أقلام حرة

صادق السامرائي: الكتاب بين الأذن والعين!!

الكتاب المسموع وفر فرصا ثمينة للإطلاع على الكتب في أوقات لا يمكن فيها القراء، كقيادة السيارة، وهي تقدم وسيلة لإكتساب المعارف وعدم تبديد الوقت باللاجدوى.

ومع الوقت صار الميل للكتب المسموعة أكثر من قراءتها، وهذا ما توفره التكنولوجيا المعاصرة بوسائلها التواصلية، مما جعل إغتنام الفائدة القصوى من الوقت ممكنة ويسيرة، فما عاد للكتاب الورقي دور كما في الأزمان السابقة، التي كان فيها للكتاب الورقي أثره وأهميته التثقيفية والتنويرية.

وأصبحت المكتبات الشخصية عبئا على أصحابها، وما أكثر الذين أعرفهم وهم يعانون من الكتب التي جمعوها، وكانوا يجالسونها وينهلون من معارفها، لكنهم اليوم يميلون إلى الإستماع ومعاينة الشاشة الصغيرة، التي تستحضر لهم أية معلومة يبحثون عنها.

زميلي يريدني أن أأخذ مكتبته وأنا أنوء من الكتب التي تشتكي منها مكتبتي، والعجيب في الأمر أنه يريد التبرع بها ولا مَن يقبلها كهدية !!

ترى هل سينتصر الكتاب الإليكتروني والمسموع على الكتاب الورقي؟

الجواب عند المستقبل القريب!!

ما يدور في أروقة الأيام، أن دور النشر قد غيرت مناهجها وما عادت تهتم برسالتها، وتركز على الربحية وحسب، ولهذا أغلقت العديد منها أبوابها، وصارت طباعة الكتب محدودة وبأعداد قليلة، وأصبحت الطباعة عند الطلب هي الرائجة، أي أن تشتري الكتاب ليتم طباعته لك، أو يأتيك عبر الإنترنيت ككتاب إليكتروني.

والسؤال الصعب هو كيف سيكون مصير معارض الكتاب؟

هل ستتواصل أم ستندثر وتغيب؟

زيارة معارض الكتب في القرن العشرين كانت إحتفالية رائعة تزدهر بالزائرين المتبضعين، فلا تجد مَن لا يحمل كتبا قد إشتراها، أما زيارتها في القرن الحادي والعشرين فتبعث على الخيبة والألم، وفي زيارتي لأحدها وجدته يكاد يكون مقفرا من الزائرين، وأصحاب المعارض في صمتهم وسكونهم خانسين، وما شاهدت مَن يحمل كتبا!!

تغيّرتِ العصورُ بما اعْتراها

فأهملتِ الكتابَ ومُحتواها

على شاشاتنا صرنا نَدامى

ترافقنا ولا نرضى سواها

قراطيسٌ بها الأفكار دامتْ

تنوّرُ نخبةً في مُبتغاها

فهلْ رقميةُ الأيامِ أبْقى

وهلْ جلبتْ لنا ذخراً عَلاها؟

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم