أقلام حرة
صادق السامرائي: الأمويون والعباسيون!!

الأمويون مسلمون وكذلك العباسيون، وما حصل بعد سقوط الدولة الأموية أن العباسيين قاموا بأبشع تطهير عرقي للأمويين فقتلوا الآلاف منهم، وأعطوا لبعضهم الأمان وخانوه، ولم يسلم منهم إلا الذين إستطاعوا الهروب إلى بلاد الأندلس ومنهم عبدالرحمن الداخل (113 - 172) هجرية.
وقاد مسيرة الإبادة الجماعية عم أبو العباس السفاح (104 - 136)هجرية عبدالله بن علي (102 -147) هجرية، الذي فتك بكل مَن له قريب نسب لبني أمية، والأمويون والعباسيون أولاد أعمام ويلتقون في عبد مناف، فهم أحفاده.
والغريب في الأمر أنهم نبشوا قبور خلفاء بني أمية، ونكلوا بجثثهم وصلبوها وأحرقوها ونثروا رمادها للريح.
ويُقال أن أبو مسلم الخراساني (100 - 137) هجرية قد قتل أكثر من ستين ألفا من المسلمين، وإنتهى مقتولا على يد أبي جعفر المنصور (95 -158)هجرية.
فهل أن الموضوع يتعلق بدين أم بسلطة وكرسي حكم؟
الذين يبرقعون الأحداث بالدين يهدفون للتضليل والخداع وتمرير أجنداتهم الخفية، الهادفة للإستحواذ على السلطة وإستلام مقاليد الحكم وتبرير آثامهم بالدين، بواسطة الفقهاء الذين يتعبدون في محاريب الكراسي، ويفتون وفقا لما يديم نعمة العطاءات عليهم.
وقليل منهم من نطق بالحق وتمسك بجوهر الدين ومبادئه، وأكثرهم المرائي والمتاجر بالدين، ويحسب ما يعرفه يمثل الدين، وهو الذي يعلم قطرة من بحر الدين، وقصص الفقهاء الذين نالهم بطش الكراسي معروفة.
والخلاصة أن التقاتل ليس لأسباب دينية بحتة وإنما دنيوية مغلفة بدين، وهذا ما جرت عليه أحداث البشرية القاسية منذ الأزل.
بدنياهم بلا دينٍ وعلمِ
أصابوا كل ساميةٍ بسقمِ
نفوس السوء في وطن افتراقٍ
ديانتها بكرسيٍّ وحُكمِ
مفاسدها إذا طفحت تواصتْ
بتبريرٍ وتسويغٍ لإثمِ
***
د. صادق السامرائي