أقلام حرة

توفيق التونچي: الإحسان.. المحسنين والجاحدين

هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60).. سورة الرحمن

"اتق شر من أحسنت اليه"  الجحود المعروف ونكران الجميل سلوك بشري عكس الوفاء . الجاحد لا يؤتمن ولا يمكن الثقة به فهو منافق. لا توجد اي تفسير مقنع لماذا ينكر الأنسان من احسن اليه يوما من الأيام، ولكننا نلتقي يوميا ونحن نتحدث الى أصدقائنا كيف جحد بهم الأقربون قبل الأبعدين.

لا بد ان نكون عادلين في تقيمنا ونذكر بان هناك أناس أوفياء لا ينسون منً احسن اليهم طول العمر. هؤلاء طيبون النفس اما الآخرون فيعبهم حاجتهم يوما ما فيتحول المحسن اليهم إلى عدوهم. ولكل منا تجربته الشخصية في هذا الأمر ويعاتبني ابني الصغير حين نتحاور قائلا لم تكن مجيرا ان تساعد احد. فارد عليك عن وجود مسؤولية أخلاقية في مساعدة الآخرين عند الحاجة وكما قال الأجداد:

"إذا أكرمت الكريم ملكته".....

الجميل في جميع الديانات السماوية ان الإحسان جزء من العبادة وفرض على الغني في مساعدة المحتاج وقد شرع لذلك العديد من الحالات يتمكن فيه المؤمن دفع حاجة الناس والفقراء منهم والتضامن معهم. لكن البشر ينسون "الفضل " متحولين إلى أعداء بقدرة قادر.

وجدت ما يشابه ذلك في اللغة الرومانية مفادها؛

"أن من لا تدعه يموت هو أول شخص يؤذيك ويحطمك."

العديد من السياسيين الذين جاهدوا في خدمة الناس نراهم ومن قبل هؤلاء الرعاع يقتلون ويمثل فيهم وفي جسدهم والتاريخ مليء بتلك الحوادث. مساعدة الآخرين مرتبط ربما بالشعور بالذنب ذلك هؤلاء المتسولين "المجادي" المنتشرون في كل مكان نراهم يدعون للناس بالصحة والعافية وليبارك الرحمن في مالهم وحالهم. هؤلاء ممن يطلبون العطايا مُسترحمًين ومُتوسِّلين والمنتشرين في بوابات المساجد والكنائس ودور العبادة والمراقد وفي العصر الحديث في مراكز التسوق الكبيرة وفي الشوارع المزدحمة وكانوا قبل ذلك ينتقلون بين الأحياء ويدقون الأبواب طلبا للمال والعطايا، غير هؤلاء ممن "ضاقت بهم الحال وهم في حاجة إلى المساعدة.

لكن شعور الناس بانهم لا يستطيعون تقديم الشكر الكافي لمن احسن عليهم يكون لديهم شعورا سلبيا يدفع بهم مقت "المحسن" اليهم من الناس.

ولله في خلقه شؤون.

***

د. توفيق رفيق التونچي - السويد

في المثقف اليوم