أقلام حرة

صادق السامرائي: الآني والبالي!!

مجتمعات الدنيا منقسمة إلى حالتين، الأولى تعيش حاضرها ومستقبلها، والأخرى تتدثر بماضيها، وتحاول إستحضاره في غير زمانه.

ومنطقتنا أنظمتها ذات نوازع إندحارية نقهقرية عمياوية، فلا ترى ما حولها وما يواجهها من تحديات، وتغطس في ظلمات القرون الخوالي، وتحاول معظمها إستعادة ما كان وتمارسه، وتأبى أن تكون.

ولهذا يسود الفعل الماضي وينهزم الفعل المضارع.

فلو تفحصنا الخطابات والكتابات وما تجود به الأقلام بأنواعها، لتبين أن صيغة الفعل الماضي مهيمنة وساطية على التعبير.

ما مضى ما إنقضى، وما مات ما فات، ولا آتٍ بآت!!

هي الأيام تفعل فينا ما تشاء، ونداويها بالتي كانت هي الداء!!

ففي بلاد ذات تأريخ إنساني عريق، لا يمكن الإجتزاء والتركيز على بقعة زمنية ما، وتسليط أضواء الزمن المعاصر عليها، والإجتهاد بالخداع والتضليل، لتمرير مآرب أعداء الوطن والدين.

تلك عجائب سلوكية فاعلة في مرابعنا، ومدمرة لوجودنا، وهي معممة وملتحية وذات رمزية عالية، وقدسية خارقة، فكأننا جعلنا أوثاننا بشرا نتقرب بها زلفى إلى الذي نعبد، ومعظمنا يجهل ما يعبد، ويهرول وراء مَن يدّعي الدين ويتمنطق بلغة العارفين، وهو من أجهل الجاهليل ، ومن الذين باعوا دينهم بدنياهم، وتمرسوا في تجارة الدين المربحة جدا!!

فلماذا نتجاهل عاهاتنا وننكرها، ونلقي باللائمة على غيرنا؟

و"قل آمنت بالله ثم إستقم"!!

فأين الإستقامة في سلوكنا؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم