أقلام حرة

صادق السامرائي: النظرية والعملية!!

ما نكتبه نظري بحت، وربما أقلامنا من أمهر الأقلام النظرية في الدنيا، وما ننشره لا رصيد له في الواقع. نحلل ونفسّر ونطلق النظريات على عواهنها، وبسبب هذا التحليق في آفاق الرؤى والتصورات، ما تمكنت كتاباتنا من إستنهاض الوعي، وخلق تيار ثقافي له القدرة على الإنجاز الواعد المفيد.

ومعظم المكتوب غير مفهوم، ومبهم على كاتبه، فما أن تخوض في مقالة أو نص، تحتار بالغاية والهدف.

فهل نحن نكتب لأنفسنا؟

وهل لدينا إستعلائية على الناس؟

وهل نهدف إلى تنفير القراء؟

لا تُعرف الأجوبة، لكن القاسم المشترك في النسبة الأكبر مما يُنشر هو التنظير، الخالي من الوضوح والممعن بالتبهيم والغموض، وكأننا نكتب لنهرب من المواجهة، أو نتخذ من الكتابة وسيلة مخادعة توهمنا بأننا نتصدى للواقع، ونحن نحلق فوقه ولا نعيشه.

قرأتُ عدة مقالات هذا اليوم وما خلصت لفكرة نافعة، فالكاتب يستعمل مصطلحات لا يوضحها، ولا يكشف مقاصده فيها، وما يريده من إستخدامها، فإن كان يعرفها، لماذا يفترض أن القارئ يعرفها أيضا؟

كما أن التعقيد في طرح الموضوعات صفة سائدة في المنشور، فما أن تبدأ بأول سطر حتى تصاب بالنفور وتغادر الصفحة إلى غيرها، وعندما تتوالى الكتابات المنفّرة فالرغبة في القراءة تخمد، وبهذا يساهم عدد كبير من الكتاب بطرد القرّاء، وإيهامهم بأن المكتوب لا جدوى منه ولا معنى فيه.

ألا تساءلنا لماذا نقرا؟

وهل فكرنا بمتعة القراءة؟

فهل ما نكتبه يمنح القارئ متعة، ويشده للموضوع الذي نتناوله؟

علينا أن نعيد النظر بأساليبنا الكتابية، ونكون في عصرنا، فالأقلام تعاصر!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم