أقلام حرة
صادق السامرائي: بنك المياه!!

ربما يبدو العنوان غريبا، غير أن العديد من الدول لديها بنوك للمياه مثلما لديها بنوك للطعام، ودول الأمة تخلو منها عدا مصر التي فيها بحيرة ناصر وربما تعد بنكا للماء.
المقصود ببنوك المياه، إنشاء البحيرات الإصطناعية لتخزين المياه فيها، ويمكن ربطها بالأنهار، أو نقل الماء إليها بالمضخات، إضافة لمياه الأمطار والسيول.
وهذه البحيرات الإصطناعية ستحيل الأراضي الجرداء إلى واحات خضراء، ويمكن إستغلالها لتربية الأسماك، والنشاطات الترفيهية، كما أنها تحد من هدر مياه الأنهار إلى البحار.
فهل توجد بحيرات إصطناعية في بلداننا؟
إن هذا السلوك إقتصادي وبقائي ويساهم في الإنتعاش الوطني على عدة مستويات.
الإنشغال بإنشاء البحيرات الإصطناعية، يوفر فرصا للقضاء على البطالة، ويدفع لتطوير مشاريع متنوعة منبثقة عنها، كبناء المدن السياحية، والمخيمات وغيرها من النشاطات الإنسانية.
باشروا بالبحيرات الإصطناعية، كما في باقي الدول، وإعتمدوا على خبراتها في صناعتها، وإدامتها، وتوفير المياه لها، ولابد من مهندسين زراعيين ومختصين بهذه الميادين، لرسم الخرائط وتحديد المواقع المناسبة للبحيرات.
لماذا نتشكى ونتظلم ولا نُعمل عقولنا ونحث شبابنا على مواجهة محنة قلة المياه، والتصحر والجفاف، وتحول الأراضي الصالحة للزراعة إلى صبخاء.
فلماذا نهدر مياهنا، ولا نتعلم الحفاظ عليها وإستثمارها؟
الثروة المائية ستكون أهم من النفطية في المستقبل، وعلينا الإستعداد بمشاريع وقائية لحماية الأجيال من شح المياه.
فانطلقوا في إنشاء البحيرات الإصطناعية ما دام النهران بعافية وجريان، قبل فوات الأوان!!
***
د. صادق السامرائي