أقلام حرة

صادق السامرائي: الوطني والمذهبي!!

نشأنا كمواطنين متفاعلين منتمين لوطن واحد، لا نفرّق بيننا على أي سبب مهما كان، وما تداولنا في أحاديثنا موضوعات  تخص الإنتماء لأي شيئ، فما تساءلنا عن المذهب والطائفة والدين، كنا كيان واحد متماسك.

زميلي محمد يسألني قبل أعوام: عملنا سوية لعدة سنوات فهل تعرف لأي مذهب أنتمي؟

وأحتار بالجواب.

نتزوج ولا نسأل عن إنتماء الزوج أو الزوجة لأي مذهب.

الإختلاط المذهبي شائع في مجتمعنا، والعديد من الأصدقاء والأقارب  تزوجوا من غير مذهبهم، بل من الأكراد فالكل أبناء وطن واحد.

أحد الزملاء قال لي بأن صديقه ذات يوم هاتفه مازحا: عليك أن تطلّق زوجتك لأنها من غير مذهبك، وفقا للفتوى!!

مَن الذي أوجد هكذا تفاعلات؟

لم نعهدها قبل (2003)، إنها دخيلة ومستوردة لتدمير المجتمع وتحقيق المآرب فيه، وبمعاونة أبنائه، والطامع فيه يحدث نفسه قائلا: " سعيد مَن إكتفى بغيره"!!

هذا الشرخ المجتمعي المرسوم لتأمين الضعف وإستنزاف الطاقات، والإرتهان يالتصارعات البينية والإلهاءات اللازمة لنهب الثروات، وتوجيه الأنظار بعيدا عن حقوق المواطن، وقيمة الإنسان.

أين كنا، واين أصبحنا؟!!

مجتمعات الدنيا فيها تنوعات دينية وإثنية لا تعد ولا تحصى، وتعيش بالفة وسلام ومحبة معتصمة لوطنها الذي لا تفرط به، فهو وعاؤها الجامع الذي يضمها ويحافط على مصالحها.

أي دولة غربية فيها من كافة الأجناس البشرية وتعيش متآخية، لأن الدستور الوطني يجمعها والقانون ينظم حياتها، ولا شيئ فوق الوطن والقانون.

فلماذا التشرذم والأضغان؟!!

و"حب الوطن من الإيمان"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم