أقلام حرة
صادق السامرائي: أنياب ومخالب!!

هل ستتنازل الأسود عن أنيابها ومخالبها، وتمارس نشاطات ذات ربحية غير دامية، وهيمنة ذات تدابير عقلانية. الإستعمار لم يغب عن الأرض، وإستمر صريحا لملايين السنين، وإستتر لبضعة عقود، وربما سيعود بصراحة سافرة.
الدنيا قوي وضعيف، خير وشر، منتصر ومهزوم، والعديد من الثنائيات الأخرى، وأكثرها وضوحا معادلة القوي والضعيف، فالقوي ومنذ الأزل يفرض قوانينه التي ما تبدلت وما أثرت فيها العقائد، فالقوة ذات طبيعة واحدة، يمكن إختصارها بسلوك الأسد في الغابة، أو مقارنتها بأي مخلوق مفترس لديه مخالب وأنياب وبعضها منقار فتاك.
وهذه أسلحة طبيعية يستخدمها صاحبها، والبشر إبتكر أسلحته المروعة وعليه أن يستعملها، فلا يوجد سلاح في تأريخ البشر إمتلكه ولم يستعمله.
ويبدو أن البشرية تعلمت بعض الدروس من الحرب العالمية الثانية، فقبضت بقوة على ما لديها من أسلحة متطورة ومدمرة، لكن قبضتها وكأنها إقتربت من الإرتخاء، مما يعني أن تلك الأسلحة ربما ستغادر مرابضها، وستفتك بالأرض وما عليها.
فإلى أين المفر؟
واقع الدنيا ونظامها المبرمج لوجودها لا يتغير إلا بحرب، وهنا تكمن أم الفواجع، لأن القوى المتنافسة على الهيمنة تعرف بأن دخولها في حرب يعني إنتحارها، ولهذا ربما ستكون منازلاتها في بلدان ضعيفة تتحكم بمصيرها، ويُخشى أن تكون منطقة الشرق الأوسط ميدانا للحرب العالمية التي تدق أجراسها، رغما عن إرادة الأقوياء.
فهل سترعوي القوى المهيمنة، وترحم البشرية؟
و"الحرب هي تسلية الزعماء الوحيدة، التي يسمحون لأفراد الشعب المشاركة فيها"!!
***
د. صادق السامرائي