أقلام حرة

صادق السامرائي: هل سلخوا جلده حيا؟!!

من المرويات المدونة والتي وردتنا قصة مقتل إبن المقفع والحلاج وغيرهم، وأكثرها بشاعة قتل الفقيه أبو بكر النابلسي بسلخ جلده حيا وملخص القصة كالآتي:

اللنابلسي عالم دين وزاهد، كان إماما في الحديث والفقه، ومن المحدثين الكبار.

توفى في القاهرة (363) هجرية.

فبعد أن إستولى الفاطميون على الشام، حاول الهرب منها، وكان يرى قتالهم، وقال: "لو كان عندي عشرة أسهم كنت أرمي واحدا إلى الروم وإلى هذا الطاغي تسعة" ويقصد المعز لدين الله.

وتم القبض عليه وجعله في قفص خشب، ولما وصل قائد جيوش المعز إلى دمشق، سلمه إليه حاكمها فحمله إلى مصر.

وعندما مثل بين يدي المعز لدين الله دار بينهما الحوار التالي:

المعز: بلغنا أنك قلت " إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهما وفينا تسعة"

النابلسي: "ما قلت هكذا"!!

المعز: "فكيف قلت"؟

النابلسي: "قلت إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة ويرمي العاشر فيكم أيضا".

المعز: "ولم ذلك"؟

النابلسي: "لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم".

فأمر المعز بإشهاره في أول يوم، وفي الثاني ضربه بالسياط ضربا مبرحا، وفي اليوم الثالث أمر جزارا بسلخ جلده حيا.

فسلخه من مفرق رأسه حتى وجهه، وكان يذكر الله ويصبر حتى وصل العضد، فرحمه الجزار ورق عليه، فوكز السكين في موضع القلب فقضى عليه.

وحُشيَ جلده تبنا وصُلب على أبواب القاهرة.

هذا قائد يدّعي الإسلام يأمر بقتل فقيه مسلم بعدوانية فائقة ووحشية خارقة، فأي بشر يتربع على كرسي الحكم والسلطة في بلاد أمة الرحمن الرحيم!!

أمثال هذه القتلات تتكرر في مسيرة الأمة، فالمسلم ربما أشد قسوة على المسلم خصوصا عندما يكفّره، ويكون في السلطة ويعاديه.

فكرسي الحكم يستعين بالجور والطغيان على البلاد والعباد!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم