أقلام حرة
صادق السامرائي: الأقلية والأكثرية!!
لعبة جهنمية ومعادلة فنائية ذات عناصر معروفة تدخل في تفاعلات طرفيها؟
فلكي تقضي على الأكثرية بواسطة الأقلية، عليك أن تحدث إنشقاقا في صفوف الأكثرية، وتساند الأقلية وتقويها بما تستطيعه، وتطلق الصراع المستدام بينهما.
أقلية تتقوى وأكثرية تتلوى!!
والسلوك قديم ومتعارف عليه، وبموجبه سقطت أمم وحضارات، وتمكنت منها قوى أخرى.
ولا يوجد في التأريخ إنهيار كبير بدون دور المعادلة في تداعياته وغيابه.
ويبدو أن لعبة الأقلية والأكثرية تطورت في مجتمعاتنا، التي راحت تأكل بعضها، وتتماحق، خصوصا بعد أن تم حقن الدين في أوردتها، فاندحر الوطن، وإنمحقت المواطنة، والإنتماء للوطن تحول إلى سبة، وعلى الناس أن تكون في كينونات متناحرة.
فصار إبن الدين الواحد يقتل إبن دينه، ويرى أن ما يقوم به من طقوس الدين، وبرهان على درجة إيمانه العالية.
وبموجب الخطة وإملاءاتها التوحشية، تحقق إطلاق النوازع العدوانية، وتعزيز التصرفات الغابية، وتمويت الضمائر، ونفي الأعراف والتقاليد والقيم والأخلاق والمعايير، وتحولت التفاعلات بين البشر إلى صراعات إفنائية تذهب الأبرياء ضحايا لها، وقد تتحول الأيام إلى معلسة.
فالخطف والتغييب حالات عادية، والتبعية والخنوع دليل على الإيمان والتعبير الأصدق عن الدين.
وتلك مصيبة أمة بدين، ومنهج أعداء الأمة والدين.
فهل إستيقظ المغفلون؟!!
ومتى سنتحرر من قبضة اللعبة، وننتمي لوطن يعصمنا من الضياع؟!!
فالكرامة للمواطن في وطنه!!
***
د. صادق السامرائي
12\9\2024