أقلام حرة

صادق السامرائي: الكذب عنوان!!

الكذب بضاعة سهلة الترويج، وينتشر بين الناس كالنار بالهشيم، ومَن يكذب وبتكرارية عالية يصبح من الصادقين، ولا يستطيع أحد تفنيد أكاذيبه.

من عجائب النفس أنها تهلل للكذب وتنساق له باندفاعية عارمة، ومن الصعب إقناعها بأنه باطل، خصوصا عندما تمارسه وسائل الإعلام وفقا لآليات الحروب النفسية وغسيل الأدمغة.

ولكي تكون متسلطا ناجحا عليك إتقان مهارات الكذب!!

"كذب المصفط أحسن من صدك المخربط"!!

وما أكثر الأكاذيب المنمقة المنتصرة على الحالات الصادقة.

فالكذّابون يقودون، ويستحوذون على حقوق الآخرين، لقدرتهم على تخديرهم وتغفيلهم، وحشو أدمغتهم بالأوهام والأضاليل، ويترعون كؤوس غثيانهم بالبهتان.

الصدق غائب والكذب سائد، و"الحبل عالجرار"!!

وما يحصل في بعض المجتمعات، أن الكذابين يتولون مناصب الإستبداد والفساد، ويسوقون المواطنين بأكاذيبهم إلى حيث يريدون.

يقولون أن السياسي الناجح كذاب ماهر، والكذب أفيون الشعوب، وشبكة صيدها وأخذها إلى أتون الويلات ومهاوي التداعيات، فالصدق مذموم ، والكذب معصوم، واكذب واكذب حتى يصدق الناس، وتصدّق نفسك.

وعلى هذا المنوال، تكون الأقلام الكاذبة ذات رواجية عالية، ومقبولية بين القراء، في العديد من المجتمعات، فالأجيال تغرق في كذبة تلو كذبة، وما عرفت الصدق إلا عندما لا تنفعها كل تميمةٍ

فهل صدقت الأقلام، وتنزه الإعلام؟!!

و"من يكذب يسرق"!!

و"الدنيا صاعد نازل"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم