أقلام حرة

عبد القادر رالة: واترلو.. والهزيمة الوحيدة

تقول كتب التاريخ أن سبب هزيمة القائد الفرنسي الفذّ نابليون بونابرت في واترلو سنة 1815، كان بسبب أن احد ضباطه ضل طريقه إليه لكي يُنجده بالإمدادات العسكرية ..

هل كانت واترلو هي الهزيمة الوحيدة في مسيرة هذا القائد العسكري الذي تتفق كل كتب التاريخ والسير والموسوعات على وصفه بالعبقرية العسكرية العظيمة على مر العصور!

" كانت واترلو الصفحة الأخيرة في كتاب أمجاد نابليون بونابرت القائد العسكري الشهير..كما مثلت النهاية لحقبة من تاريخ أوروبا يمكن تسميتها دون مبالغة حقبة نابليون (أيام هزت العالم وغيرت وجه،  التاريخ،محمود عبد الله، ص 107)..

هُزم نابليون بونابرت سنة 1812 هزيمة نكراء في روسيا بسبب البرد ونقص الإمدادات وأُبيد جيشه بالكامل تقريبا...

و لم تنل تلك الهزيمة من عزيمته إذ استطاع أن ينتصر على التحالف الروسي البروسي البريطاني الاسباني البرتغالي والسويدي والنمساوي في ألمانيا سنة 1813، غير أن هذا التحالف كان مصمما على دحر نابليون نهائيا فاستطاعوا هزيمته، لكنه سرعان ما عاد سنة 1815 أكثر تصميما على إتمام مشاريعه وطموحاته التوسعية...

غير أن معركة واترلو على الأراضي البلجيكية كانت ضربة قاضية له اذ تمكن الدوق البريطاني ولتجتون من أن يدمر الجيش الفرنسي تدميرا كاملا،  واستطاع نابليون من أن يقاوم  ولكن وصول الدعم البروسي الذي كان ينتظره البريطانيون قضى عليه نهائيا، فاستسلم القائد ودخل الحلفاء باريس . وتم نفيه الى جزيرة بعيدا في أعماق المحيط الأطلسي، وعاش هناك حتى وفاته سنة 1821...

" لقد أنهت واترلو طموح نابليون الشخصي في حكم أوروبا، وعززت من وضع بريطانيا الاستعماري " (أيام هزت العالم وغيرت وجه،  التاريخ،، ص 111)..

ولا بد من التذكير أن الجزائر كانت تكاد الممول الوحيد والرئيسي لفرنسا في حروبها النابليونية بالقمح، مما ترتب عليها ديون كبيرة، تنصلت منها وغدرت بالجزائر ...

***

عبد القادر رالة

 

في المثقف اليوم