أقلام حرة

صادق السامرائي: إنتخاباتهم تهمنا!!

الواضح أن إنتخابات الآخرين تهمنا أكثر من إنتخاباتنا، فالشعوب تهتم بإنتخاباتها، وتكرس جهودها للحفاظ على نظافتها من التلاعب والغش والفساد، وعندنا كل شيئ مباح ومستلطف، فلكي تفوز في الإنتخابات عليك أن تشتري الأصوات، وتضلل المصوتين لتضمن إستعبادهم.

 وهذا السلوك يشير إلى:

أولا: نحن تابعون

الواقع الأليم يؤكد بأن أنظمة الحكم تابعة، ومرهونة بإرادة الذين منحوها وكالات البقاء في كراسي السلطة، ولابد لكل مسار ونشاط أن يؤدي إلى تلك النتيجة، المؤمّنة لمصالح الطامعين.

ثانيا: الآخرون يهيمنون على مصيرنا

نعم أن الإهتمام الفائق بما يجري في مجتمعات أخرى، يؤكد أنها تفرض سيطرتها علينا، وتهيمن على مقدراتنا وترسم خرائط الأحداث والتطورات في ديارنا، ونحن ننتظر ما سيجري عندهم لأنه سيؤثر على ما عندنا.

ثالثا: فقدان قيمة الإنسان

دولنا لا تعير أهمية للإنسان، وأكثرها تحسبه رقما، ولا يعنيها ما يحتاجه من خدمات، بل ولا تلتفت لتعليمه ورعايته صحيا والحفاظ على أمنه وسلامته، ومعظمها ترى الشعب عدوا لنظام الحكم القائم، ولا تستطيع التفاعل الإيجابي معه، وخطاباتها بغضاوية المعاني والمفردات.

رابعا: إنتخاباتنا لا تحكمنا

الإنتخابات عندنا تختصر بالتصويت المبرمج وفقا لمقتضبات المصالح الإقليمية والدولية، وليس كل مَن سيفوز بالإنتخابات سيشكل حكومة، إذ لا بد من توافق أطراف خارجية وقبولها به، وتأكدها من أنه الضامن لمصالحها، فكيف تسمى إنتخابات؟

خامسا: فقدان الذات والهوية

مجتمعات فقدت ذاتها وهويتها، وأوطان أضاعت علاماتها الفارقة، وأخلاقها وقيمها وأعرافها، وصارت سوحا للمتاجرين بالساميات، والمجاهدين في سبيل خدمة تطلعات أولياء أمورهم.

وبسبب ذلك، راحت تبحث عما فقدته عند غيرها، وترى أن ما يصيبه سيصيبها.

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم