أقلام حرة

صادق السامرائي: الإسهاب والإطتاب!!

إسهاب: التوسع والتطويل بلا فائدة

إطناب: أن يزيد اللفظ عن المعنى لفائدة

سألني زميلي عن رأي فيما أرسله إلي وهي مقالة طويلة يشرح فيها لقطات من ذكرياته، فقلت له، الموضوع طويل، لا يغري القارئ بالتواصل معه، حبذا لو كثفتها وأخرجتها بأسلوب جذاب!!

زعل زميلي، وتوقف عن إرسالي ما ينشره في المواقع، وحسبني إعتيدت عليه!!

وهذا التفاعل يمثل سلوكنا بوجه عام.

فإياك أن تقول لواحدنا: "على عينك حاجب"، بل عليك أن تمدح وتبجل وتنافق، وتشترك جميع الكراسي بضرورة الإطراء، والكذب المعسول، مما أصاب مسيرة الحياة بالوجيع المتراكم، والمعاصر منه واضح وشديد.

لماذا لا نقبل النصح؟

لماذا لا نتفاعل بإيجابية؟

لماذا نسيئ الظن ببعضنا؟

أنت تريد رأيّ فلماذا تنزعج منه؟

لم أتطوع بإبداء الرأي وإنما أنت الذي طلبته!!

ذات يوم وجدتني في مجلس الحاضرون فيه يرون أنهم يعرفون كل شيئ، فقلت لهم : لا أعرف شيئا، فحدقوا بوجهي مندهشين.

قلت: وما أوتينا من العلم إلا قليلا، ومهما عرفنا فلا نعرف!!

لم تعجبهم الكلمات، وحسبوني من الجاهلين، وأنهم من أعلم العالمين.

ولله في خلقه شؤون، وتلك مصيبة مجتمعات بذاتها وموضوعها!!

و"من قال أنا عالم فهو جاهل"!!

و"لا إطناب ممل ولا إيجاز مخل"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم