أقلام حرة
صادق السامرائي: نكتب ولكن!!
معظمنا قد قرأ لكتاب عرب يجيدون صنعة الكتابة ومهاراتها، وبرعوا فيها وتفوقوا، وما قرأنا لكاتب من بلادنا وتابعناه، ربما لغياب قدرات الكتابة وتقنياتها.
قد (يزعل) الأخوة والأخوات، لكنها حقيقة علينا أن نواجهها، ونتعلم منها فنطوّر مهاراتنا الكتابية، لكي نؤثر في الواقع ونخلق تيارا ثقافيا معرفيا، يمتلك أدوات التغيير في مسيرة الحياة.
وقد كتبتُ كثيرا عن محنة الكتابة، وضرورة التواصي بتقنياتها وأساليبها، ومعرفة فنونها ومهاراتها الأسلوبية، والتفاعل بها مع القارئ لا مع الكاتب، فألجمتُ جماح قلمي، وأرغمته على الإختصار والإقتصاد، والتكثيف والتركيز والتوضيح والمباشرة، فالقارئ يريد ما قل ودل، وأن يعرف لا أن يجهد لمعرفة ما يُراد قوله.
ولا أدري أن ما ذهبت إليه صحيحا أم حالة أخرى قد لا تفيد، لكن محاولات صب الأفكار في أقل الكلمات تتواصل، وأتمنى أن أقطع شوطا مهما في دروبها الوعرة، لأنها تتطلب تقنيات وأساليب ومعارف متراكمة، وقدرات على وعي فحوى الكلام المسطور.
فلكي تكتب ما يُقرأ عليك أن تتعلم مهارات أسلوبية، وتقنيات إبداعية تتفاعل مع القارئ وتشده إلى ما يقرأ، ولابد أن يتمتع بما يقرأ، وإلا لماذا يقرأ، إذا كانت القراءة تتسبب له بوجع الرأس!!
فمعظم الكتابات الطويلة التي تتناول موضوعات معقدة، يذهب كتابها إلى زيادة تعقيدها، وإفهام القارئ بأنهم لا يعرفون ماذا يريدون قوله، فتجد نفسك في متاهة، وتنفر من المكتوب عند أول عبارة أو فقرة.
وما يُحزن أن موضوعات قيّمة وأفكار طيبة تقدم للقارئ بأسلوب غثيث.
فعلينا أن نتعلم كيف نكتب ما يُقرأ، لا أن نتوهم بأن كل ما يُكتب يُقرأ، فالعالم قد تغير وأصبحت الصورة تغني عن كتاب، فلابد من مواكبة أسلوبية وثورة في تقنيات الكتابة وآلياتها، للوصول إلى الناس، وحثهم على التفاعل مع المكتوب، والتمتع بقراءته.
فهل ما نكتبه يمنح متعة القراءة؟!!
***
د. صادق السامرائي